
تقسيم العالم إلى مهيمن و خاضع للهيمنة
تقوم خطة العدو على شيئين أساسيين:الأول هو خلق الخلافات، و الثاني التغلغل و النفوذ. هذا هو أساس خطة العدو في هذه المنطقة. خلق الخلافات بين الحكومات و بعد ذلك بين الشعوب، و الخلافات بين الشعوب أخطر من الخلافات بين الحكومات. بمعنى أنهم يريدون تخريب قلوب الشعوب و وغرها بعضها ضد بعض، و خلق عصبيات بمسمّيات مختلفة
كلمة الإمام الخامنئي في لقائه المشاركين في المؤتمر العالمي لأهل البيت (ع) و اتحاد الإذاعات و التلفزة طباعة: تقوم خطة العدو على شيئين أساسيين. أوضح أولاً إننا حين نقول العدو لا نشير إلى كائن خيالي و وهمي. مرادنا من العدو هو النظام الاستكباري و الاستكبار، أي القوى الاستكبارية، القوى التي تتوقف حياتها على الهيمنة على الآخرين و التدخل في شؤون الآخرين، و السيطرة على المصادر المالية و الحيوية للآخرين. هؤلاء هم الاستكبار. أو بعبارة أخرى زعماء نظام الهيمنة. لدينا في أدبياتنا السياسية عنوان هو نظام الهيمنة، أي تقسيم العالم إلى مهيمن و خاضع للهيمنة، هذا هو نظام الهيمنة. العدو هم ساسة و زعماء نظام الهيمنة. و إذا أردنا أن نحدد لذلك مصداقاً خارجياً فهو نظام الولايات المتحدة الأمريكية، هذا هو التجسيد التام لنظام الهيمنة، نظام الولايات المتحدة الأمريكية. و هناك طبعاً آخرون، بيد أن الأكثر عياناً و الأوضح و الأبرز هو نظام الولايات المتحدة الأمريكية. و هم لا يتمتعون إطلاقاً بالأخلاق الإنسانية و لا يتورّعون عن ارتكاب الجرائم أبداً - كل أنواع الجرائم - و هم يخفون هذه الجرائم و الضغوط و العنف بكل سهولة تحت الابتسامات و ألفاظ المجاملة و الكلمات الحسنة الجميلة. إذن، حين نقول العدو فهذا ما نعنيه. هذا العدو يقيم مخططه في المنطقة على ركيزتين أساسيتين هذا العدو يقيم مخططه في المنطقة على ركيزتين أساسيتين - طبعاً هناك الكثير من التفريعات و الشعب، غير أن هذين هما الشيئان الأساسيان - الأول هو خلق الخلافات، و الثاني التغلغل و النفوذ. هذا هو أساس خطة العدو في هذه المنطقة. خلق الخلافات بين الحكومات و بعد ذلك بين الشعوب، و الخلافات بين الشعوب أخطر من الخلافات بين الحكومات. بمعنى أنهم يريدون تخريب قلوب الشعوب و وغرها بعضها ضد بعض، و خلق عصبيات بمسمّيات مختلفة. في زمن من الأزمان كانت هناك شعارات القومية الإيرانية و العربية و التركية و ما إلى ذلك، و في يوم آخر برزت قضية السنة و الشيعة و التكفير و ما شابه. يخلقون الخلافات تحت أية عناوين استطاعوا. هذا صنف من أعمالهم، و هم يعملون بهذا الاتجاه بشدة. طبعاً المتخصص في هذه العملية هم البريطانيون، هم المتخصصون في خلق الخلافات المذهبية. و قد تعلم الأمريكان منهم، و راحوا يعملون اليوم في هذا المجال بكل طاقاتهم و قواهم. هذه الجماعات التكفيرية التي تشاهدونها كلها من صناعتهم. و قد قلنا هذا منذ عدة سنين، فشكك البعض و كانوا مترددين، و اليوم راح الأمريكان أنفسهم يعترفون بذلك، يعترفون بأنهم هم الذين أوجدوا داعش، و يعترفون بأنهم هم الذين أوجدوا جبهة النصرة، و هم الذين أوجدوا التكفيريين و صنعوهم. و قد انخدع بهم عدد من المسلمين السذج رغم أنهم صادقون. هذا هو المهم. هذا شيء فيه لنا الكثير من العبر و الدروس و يجب أن نتنبه له. لذلك قد يدخل الإنسان الصادق النية في مخطط العدو و يعمل لصالحه بسبب عدم البصيرة. هذا شيء حدث. المثال الواضح هو قضية سورية و المثال الواضح هو قضية سورية. عندما سقطت الحكومات الطاغوتية في تونس و مصر بشعارات إسلامية، بادر الأمريكان و الإسرائيليون فوراً إلى استخدام نفس هذه المعادلة للقضاء على حكومات المقاومة و بلدان المقاومة، فسارعوا إلى سورية، و دخل عدد من المسلمين السذج و عديمي البصيرة في هذا المخطط، و قد أوصلوا الأمر بسورية إلى ما ترونه، فرضوا مثل هذا التلاطم على بلد طوال أربعة أو خمسة أعوام، و ليس من المعلوم متى سينتهي. هذا ما فعله العدو، و قد دخل المسلم الساذج في مخطط العدو هذا فأكمل جدول العدو. هذا حدث يقع في حالات كثيرة. هم الذين أوجدوا الجماعات التكفيرية، و الجماعات الهتاكة المتجبرة المتعسفة و أطلقوها على الأمة الإسلامية. و يصورون هذا على أنه حرب طائفية مذهبية. أقول لكم إن الخلافات التي ترونها اليوم في العراق و سورية و في باقي المناطق و تسمّى معارك مذهبية، ليست معارك مذهبية بحال من الأحوال، بل هي معارك سياسية. الحرب في اليمن حرب سياسية و ليست حرباً مذهبية، و هم يقولون كذباً إنها مشكلة شيعة و سنة، إنها ليست قضية شيعة و سنة، الذين يفقدون تحت قصف السعوديين في اليمن أطفالهم و نساءهم و أطفالهم الرضع و مستشفياتهم و مدارسهم، بعضهم شافعيون و بعضهم زيديون، ليست القضية قضية شيعة و سنة، بل هي معركة سياسية، و معركة سياسات. إنهم يوجدون مثل هذا الوضع اليوم في المنطقة، و قد أوجدوه و خلقوا خلافات، و يجب السعي لإزالة هذه الخلافات. لقد قلناها صراحة و علناً للجميع إننا نمدّ يد الصداقة لكل حكومات المنطقة - الحكومات المسلمة - و ليست لدينا أية مشكلة مع الحكومات المسلمة، و طبعاً علاقاتنا علاقات صداقة و أخوّة مع الكثير من الجيران، أي مع أغلب جيراننا، في الشمال و الجنوب و الغرب و الشرق، البلدان التي تحيط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية لها علاقات حسنة معنا. طبعاً هناك اختلافات من قريب أو بعيد، حيث يمارسون اللجاجة و الخبث، هذا شيء موجود طبعاً، لكن نيتنا هي العلاقات الحسنة مع الجيران، مع الحكومات و خصوصاً مع الشعوب. علاقة بلدنا مع الشعوب علاقة جيدة. و طبعاً نعتقد بالالتزام بالأصول و المبادئ، و نقول ينبغي صيانة الأصول، و قد استطاع إمامنا الخميني الجليل بفضل الالتزام بالأصول أخذ الثورة إلى الانتصار و حفظ الثورة و تثبيت الجمهورية الإسلامية، لقد كان ملتزماً بالأصول. من هذه الأصول «أشداء على الكفار رحماء بينهم» (الكافي، ص 14 .)، هذا أحد الأصول. لا نتصالح مع الأعداء و الاستكبار، و لا نروم العداء و العداوة مع أخوتنا المسلمين، بل نريد الصداقة و الرفقة و الأخوة، لأننا نعتقد بـ «أشداء على الكفار رحماء بينهم». هذا درس الإمام الخميني الكبير لنا، و هذا هو النهج الأكيد للجمهورية الإسلامية. إننا لا ننظر في دعم المظلوم إلى مذهب المظلوم، و لم ننظر. لقد كان هذا نهج الإمام الخميني الجليل. الإمام الخميني والمقاومة السنية في فلسطين كان للإمام الخميني مع المقاومة السنية في فلسطين نفس السلوك الذي كان له مع المقاومة الشيعية في لبنان، من دون أي فرق. نفس الدعم الذي كان لنا تجاه أخوتنا في لبنان كان لنا تجاه أخوتنا في غزة، من دون أي تفاوت. أولئك كانوا سنة و هؤلاء شيعة. القضية بالنسبة لنا هي الدفاع عن الهوية الإسلامية، و دعم المظلوم. القضية هي فلسطين التي تقف اليوم على رأس قضايا المنطقة و المسلمين. هذه هي القضية الرئيسية بالنسبة لنا. و كذا الحال في عدائنا، فقد كافح الإمام الخميني الجليل ضد محمد رضا بهلوي و هو شيعي حسب الظاهر، و كافح ضد صدام حسين و قد كان سنياً حسب الظاهر. طبعاً لم يكن ذاك شيعياً و لم يكن هذا سنياً. كانا أجنبيان على الإسلام كلاهما، لكن ظاهر هذا كان سنياً و ظاهر ذاك كان شيعياً. لقد كافح الإمام الخميني ضد هذين بشكل واحد. ليست القضية قضية سنة و شيعة و طائفية و ما إلى ذلك. القضية هي قضية أصول الإسلام: «كونوا للظالم خصماً و للمظلوم عوناً» (نهج البلاغة، الكتاب رقم 47 «كونا...». ). هذا هو أمر الإسلام، و هذا هو طريقنا و خطنا. تصعيد الخلافات في العالم الإسلامي ممنوع. إننا نعارض السلوكيات التي تقوم بها بعض الجماعات الشيعية و التي تؤدي إلى خلافات. لقد قلنا صراحة إننا نعارض توجيه الإهانة لمقدسات أهل السنة
