حمولة ...

 

سنتعرف في هذا العدد على السيد حسن تونو من دولة أندونيسيا. فبعد تعرّفه على الثورة الإسلامية جاء إلى إيران وبدأ الدراسة في مدرسة حجتيه وهو اليوم من دعاة الثورة الإسلامية في دول شرق آسيا.

س) في البداية حبّذا لو تحدّثنا قليلاً عن نفسك و عن دولة أندونيسيا؟
اسمي حسن تونو من أهالي أندونيسيا. في عام 1982 عندما كان عمري 21 عام جئت للمرة الأولى إلى إيران و توجهت من أجل الدراسة إلى مدرسة حجتية التي كانت تضم في ذلك الوقت طلّاب من 45 دولة و من كافة المذاهب.

 منذ ولادتي وأنا على المذهب الشافعي وفي عمر 19 يعني قبل 3 سنوات من مجيئي إلى إيران (1979) أصبحت وهابياً لكن وهابي معتدل. يوجد في أندونيسيا 50 مليون وهابي لكنهم معتدلون؛ يعني فقط إلى درجة نعت البقية بالشرك و البدع وأن مآلهم جهنم، لكنهم لا يحللون دم أحد. سمعت مؤخراً أن الأشخاص الذين يشاركون ضد الشيعة في حروب مثل اليمن، سورية، أفغانستان يبلغ عددهم حوالي 5000 شخص متطرف وهذا العدد لا يذكر مقابل عدد سكان أندونيسيا البالغ 240 مليون.
س) في الأيام التي وقعت فيها الثورة الإيرانية أين كنت أنت وفي أية حالة؟
كنت في أندونيسيا وفي حالة الإنتقال إلى المجموعات المعتدلة. في أندونيسيا وقبل دخول الوهابية المعتدلة كان الجميع شافعيين ولكنّ الشباب كانوا قد انخدعوا بالوهابية وأنا كنت منهم. والسبب في ذلك أن الوهابيون يبلّغون بشكل جميل ويقولون نحن تابعون للقرآن و الحديث ولسنا تابعين للعلماء. لأن العلماء عقلهم محدود، رأيهم محترم لكن من الممكن أن يخطئوا لكنّ القرآن و الحديث لا يخطئون أبداً وقد انخدعنا بهم. لذلك انتشرت الوهابية هنا بشكل سريع يعني منذ عام 1916م وحتى الآن وصل العدد إلى 50 مليون شخص وهذا معناه أنه كل عام يصبح حوالي 400 ألف إلى نصف مليون وهابيين.

هذا في الوقت الذي يتبّع فيه العلماء القرآن والروايات بوسائل مختلفة مثل أصول الفقه والدراية...؛ بينما العامة  والطلاب الذين لا يعرفون حتى اللغة العربية كانوا يظنون أن الأمر كذلك وينبغي علينا أن نتّبع القرآن والحديث بينما العلماء ليسوا كذلك وأنا أيضاً في عام 1978م كنت في طريق الضلال يعني في طريق الوهابية، لكن والحمدلله كان لدي أستاذ جيد  وكان شافعياً حذراً كذلك كان رئيس الأخوان المسلمين؛ طبعاً الأخوان المسلمين قديماً وليس الآن. الأخوان قديماً لم يكونوا يهتموا بالمذاهب وكانوا يعتقدون أن الجميع أخوة فيما بينهم والمهم أن يكون لدينا هاجس تأسيس الحكومة الإسلامية. في ذلك الوقت كان أستاذنا الأستاذ حسين الحبشي (ره)- متوفي- كان عالماً للغاية سواء في القضايا السياسية أو في القضايا الدولية. فهو من طرح فضائل إيران والإمام الراحل؛ لأن الأخوان المسلمين كانت آمالهم مثل آمال الإمام يعني تأسيس و تشكيل حكومة إسلامية و وحدة إسلامية. ولكن برغم كافة الجهود التي يبذلوها لم ينجحوا أبداً في أي مكان من العالم ولم ينتصرو ولكن إيران قد انفجرت وقد تعجب كثيراً وأثنى على إيران كثيراً. كان يحب الإمام ويمتدح إيران كثيراً.

بالنسبة لنا كانت حقيقة إيران معجزة لأنه كما تعلم فإن الحجاب كان ممنوعاً في أندونيسيا لسنوات عديدة؛ مثلاً من كل 10000شخص كان هناك شخص يمتلك حجاب ولم يكن باستطاعة الأخوان المسلمين في أندونيسيا أن يقوموا بأية حركة من أجل تطبيق الأحكام الإسلامية- ناهيك عن تأسيس حكومت إسلامية- كانوا يعملون بشكل قليل لأن العمل لم يكن ممكن. نعم كان منتهى آمالنا أن نؤسس حكومة إسلامية لذلك كانت إيران محترمة بالنسبة لنا.

بعد ذلك تمت دعوة أستاذنا للمشاركة في مؤتمر في عام 1981 يعني بعد عامين تقريباً على انتصار الثورة ولكنّ الأستاذ واجهته مشكلة ولم يستطع السفر وتم إرسال مجموعتنا وفي ذلك الوقت كان السيد ابراهيم أميني مسؤول الندوة.

 أحد أصدقائي عندما جاء إلى إيران وتعرّف عليها عن قرب ازداد تعجّبه أكثر من السابق وقال هل من الممكن أن نتابع دراستنا في إيران؟ فأجابه السيد أميني أننا فعلاً لم نؤسس حتى الآن حوزة علمية لغير الإيرانيين ولكننا نؤسسها الآن فلتصبر الآن. بعد ثلاثة أشهر (نهاية عام 1982) تم دعوتنا وكنا 10 أشخاص للدراسة ولكن ذهبنا 12 شخص.
س) كيف كنتم تتابعون أخبار الثورة؟ ماذا كانت تقول وسائل الإعلام حول الثورة الإيرانية وأية أخبار كانوا ينقلونها؟

 في ذلك الوقت كانت القيود كثيرة. الآن ومع أن المستكبرين يمتلكون وسائل إعلام أكثر ولكن يمكن المواجهة مثلاً في المواقع الإلكترونية، شبكات التواصل الإجتماعي، مشاركة الأفلام و....لكن في ذلك الوقت كانت جميع أخبار العالم تحت سيطرة الغرب. لأنّ جميع وسائل الإعلام كانت بأيديهم و كانوا يفرضون رقابة على أخبار إيران فلم تكن الأخبار الحقيقية تصل إلى إيران. كانت الأخبار تصل إلينا مسيّسة. في ذلك الوقت كان هناك موضوعان مشهوران وهما أن إيران إرهابية خطيرة والإمام يريد تصدير الثورة وكانوا يظهرون ذلك الأمر على أنه خطير للغاية.  

كما كانت إيران تسعى كثيراً في مجال الإتصالات. فمن جهة كانت السفارة أو اثنين من الأساتذة المثقفين الذين لديهم اطّلاع على الشؤون الدولية- وبالطبع كانوا قليلين جداً- ينشرون أخبار إيران الجيدة و الحمدلله كانت تصل إلينا، ولكنها كانت تصل إلى أكثر الناس (ربما 99 بالمائة) ملفّقة وخاضعة للرقابة.

لذلك كان لعامة الناس في ذلك الوقت أسوأ شيئين: الجمهورية الإسلامية و الشيعة الرافضة.

الشعب الأندونيسي شعب مسلم ولكن هولندا قد استعمرت بلادنا حوالي 350 عام وبعد ذلك القوميين. جميع دول العالم كانت مستعمرة هكذا وجميع سكان العالم تم غسل أدمغتهم. لذلك لم يكن من الممكن أن يخطر في بالهم أبداً إمكانية نظام الجمهورية الإسلامية. ليس أن الناس معادون للإسلام بل كانوا يتصورون أن الإسلام عبارة عن الصلاة والصيام و الزواج والطلاق وأمثال ذلك فقط. لم يكن يخطر في بالنا أبداً- ولا ذنب لنا في ذلك- القدرة على إدارة دولة ما أو العالم. كنا نقول كيف يمكن في بلد فيه المسيحيين و اليهود والبوذيين تشكيل جمهورية إسلامية، ولكن نسينا أنه في المجتمع النبوي كان هناك المسيحي واليهودي أيضاً وكان الإسلام يحمل لهم أوامر وتعاليم ولكن هذا لم يصل إلينا وكان من تلفيقات الغرب أنه غير ممكن ولذلك لم يكن يخطر ببالنا.

ولكن الأن وبعد كل تلك الأعوام فإن أكثر من 50 بالمائة من سكان العالم حتى ولو لم يكونوا مسلمين أو شيعة فإنهم يؤيدون الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأن الشيعة هم الشعب وليس الحكومة.
س) في تلك المرحلة إلى أي مدى كنت تعتبر أنّ كلام الثورة الإيرانية كلام جديد؟
لا يمكن القول أنه جديد. كما قلت سابقاً فإن معظم الناس قد أصبحوا قوميين بسبب الإستعمار وكان كلام الإمام مستحيل بالنسبة لهم. لقد هزّ كلام الإمام الجميع وأصابهم بالجنون سواء المؤيدين أو المعارضين. برغم كافة الجهود التي كان المعارضون يبذلونها إلا أنهم لم يستطيعوا أن يفهموا ما هي هذه الثورة. وبرغم جميع الإشكالات التي كانوا يدلون بها إلا أنهم لم يستطيعوا إبطال برهان الإمام.

كان الإمام فيلسوفاً حيث كان يجيب على جميع إشكالات الوهابية المعتدلة والماركسية والرأسمالية. الشافعي يمكن أن يكون متديناً وغير متأثر بمئات الأعوام من الإستعمار ليصبح قومياً ولكن لا يمكن أن يستطيع الإجابة على كل هذه القضايا والإشكالات المطروحة. لذلك أجاب العلّامة الطباطبائي (ره) على آية الله البروجردي عندما طلب منه أن يلغي درس الفلسفة فقال إذا أمرت بذلك فإنني أطيع الأمر وإذا كان اجتهاداً فإنني سأعمل باجتهادي لأنه كان يرى أن الطلاب يجب أن يكونوا قادرين على الردّ على الماركسية وبقية المدارس الفلسفية الأخرى.

الماركسية منتشرة كثيراً في أندونيسيا. حتى أن لديهم نفوذ كبير لدرجة أنهم في عام 1962 قاموا بانقلاب. والآن لديهم مؤيدون ولكن في مقابل شيعة إيران الإمام الخميني- وليس كل شيعي لأن جميع الشيعة ليسوا كذلك- قد تمت الإجابة على كل تلك التساؤلات وهدأت تلك الظاهرة، حتى إذا أشكلوا فإن أهل السنة الأندونيسيين يضحكون عليهم ويقولون لهم كان جيداً أن الثورة الإيرانية قد أجابت على سؤالاتكم.
س) عندما جئت إلى إيران في عام 1982 كانت الحرب المفروضة قد بدأت فكيف كان تعاملك مع الحرب المفروضة؟

عندما كنا في أندونيسيا كنا نخاف حتى من الذبابة ناهيك عن الموت. ولكن عندما جئنا إلى إيران كنا نرى كل يوم براهين إثبات أحقية الشيعة بشكل بسيط وليس ضرورياً أن تدرس كل هذه الأعوام في الحوزة لتدرك ذلك. كنّا سنّة ليس بسبب معارضتنا ومخالفتنا بل بسبب عدم وصول الشيعة إلينا. بتعبير الإمام الراحل نحن مستضعفون. فالإستضعاف ليس من الناحية الإقتصادية فقط بل من الناحية الفكرية أيضاً. عندما شاهدنا إيمان الشعب الإيراني مقروناً بالعمل وأنهم كل يوم يتظاهرون، أو على الأقل كل أسبوع يتظاهرون مرة، في الحرب يكونوا حاضرين .... ونحن أيضاً لم نكن نخاف. عندما كان بسيج المدرسة يعلن أنّ هناك قصف هوائي وعليكم أن تذهبوا إلى الملاجيء كنا ننظر إلى السماء حتى انا كنا نصعد إلى السطح ونلتقط الصور. يعني أصبحنا جريئين إلى درجة كبيرة. بعد ذلك عندما بدأ قصف الصواريخ قرر المسؤولون أن يأخذونا إلى مشهد لضبط الأمن ولكننا كنا نخجل أن نذهب. في ذلك الزمان كان المسؤول بوشهري حيث قلنا له نحن أكلنا الحلوى في قم، يعني أخذنا الراتب و الخبز و الملح...ولكن لماذا علينا أن نهرب وقد تغيرت الأحوال قليلاً الأن؟ فقال لناوهو يبكي ليس الأمر كذلك. نحن نتحمل في هذه الدنيا الكثير من التّهم- الإرهاب و...فإذا حصل لكم مكروه فإنهم سيقولون لنا أنتم لم تكونوا تدرسون العلوم الدينية بل أنتم تربّون الإرهابيين وأمثال هذه التّهم. معظمنا قبلنا ذلك بصعوبة والبعض لم يقبل بذلك أصلاً.
س) في فترة اقتحام وكر التجسس كنت أنت في أندونيسيا. ماذا كانت تقول وسائل الإعلام؟ وبماذا كان الناس يشعرون؟
كانت وسائل الإعلام العالمية تظهر هذه الحادثة على أنها إرهابية. ولكنّ أستاذنا الذي كان مثقفاً حقيقياً حيث كان يشرح لنا أنه إذا لم يقتل الطلاب أولئك الجواسيس فيجب على أمريكا أن تكون مسرورة لأنهم كانوا يتجسسون وهم أعداء. ونحن الذين كنا في الأخوان المسلمين نسعى لتشكيل حكومة إسلامية كنا نقول أنّه لا مشكلة أبداً في قتلهم، والآن وقوعهم في الأسر يجب أن يكون سبب سعادتهم. عجيبٌ جداً أنه عندما تمّ تحرير الأمريكيين قالوا لماذا لم تداوا المرضى؟ لكن الدكتور الإيراني أجاب جواباً طريفاً للغاية فقال إذا لم يشفوا فالذنب ذنبكم لأنّ الدواء الذي أعطيناه لهم كان دواءاً أمريكياً.

هذه كانت مجرد قضية صغيرة، ولكنّ هذا النوع من التعامل والمواجهة مع الكفار مستحيل دون وجود إلهام إلهي. حتى لو كان الشعب الإيراني من أذكى شعوب العالم فإنه لولا عون الله ومساعدته لذهبت كل تلك المواهب هدراً وأصبحت بلا فائدة.
س) كيف كان تعامل الناس في قضية سلمان رشدي؟ وهل اطّلعوا على فتوى الإمام وقبلوها؟ ألم يكونوا يروا أن تلك الفتوى تتعارض مع القانون الإنساني ليعترضوا عليها؟

 كان لقضية سلمان رشدي انعكاس أكثر من الثورة نفسها والإمام، كما أنّ مؤيدي فتوى الإمام معظمهم كان من أنصار الإمام و الثورة. لأنّ السنة كانوا متضررين أيضاً من ذلك الكتاب ولو أن بعض أحاديث أهل السنة قد استفادت من أحاديث مثل الحديث الذي يقول أن رسول الله لم يكن في وعيه لمدة ربعين يوم و...ولكن بسبب فتوى الإمام عادوا إلى فطرتهم وأن هذه الأحاديث مستحيلة لذلك كان لتلك الفتوى مؤيدين أكثر من الثورة نفسها.
س) خلال سفرك و ترددك على أندونيسيا ماذا كنت تقول؟ يعني أسئلة الناس لك معظمها في أي المواضيع كان؟

 معظمها عن مواضيع أهل البيت(ع) و حول الثورة الإيرانية وصمودها في وجه أمريكا. لأنه كان من المستحيل الوقوف في وجه أمريكا والإتحاد السوفييتي ومقاومتهما والإنتصار عليهما لذلك كان هذا السؤال يطرح كثيراً وهو كيف أصبح هذا المحال ممكناً.

هذه المواضيع الثلاثة كانت هي الأسئلة الرئيسية. كما كان منطقنا في الإجابة على ذلك الصمود هو أنه إذا كان شخص يمتلك القنبلة الذرية ولم يشأ الله فإنه لن يستطيع رميها، فشعبه نفسه سيعارض ذلك، العالم سيعارض. لذلك ليس الامر كذلك لأنهم يمتلكون قنبلة نووية ونحن لا نمتلكها لذا ينبغي أن نستسلم و إذا بدأت الحرب فإننا سننهزم بالتأكيد. كما أن باستطاعتنا أن نوقظ مثقفي العالم لن الجميع- حتى الكفار، الماركسيين و...- لديهم فطرة وإنسانية، فالجميع بشر. يمكن إيقاظهم بالبرهان، بالفلسفة وبالعقلانية. طبعاً بالآيات والأحاديث يمكن التحدث فقط مع المسلمين لكن مع الآخرين يجب الإستفادة من المشتركات (الطريق العقلاني). مثل حزب الله اللبناني الذي استطاع بوحدته في لبنان الإنتصار على اسرائيل.

 س) الشعب الأندونيسي على أعمال أية شخصية من الثورة  يطّلع عادة؟
أولاً كانوا يتعرفون على الإمام. أكبر شخصية كان المثقفون يتعرفون عليها في البداية هي شخصية المرحوم شريعتي لأن معظم أعماله قد تمت ترجمتها إلى الإنكليزية، و بعد التعرّف على إيران والثورة كانوا يطالعون كتب الشهيد مطهري.

مثال ذلك السيد رحمت وهو مفكر وهابي معتدل في أندونيسيا حيث كان في البداية من أنصار شريعتي ثم أصبح مؤيداً للشهيد مطهري لدرجة كبيرة بحيث قام بتأسيس مدرسة ثانوية باسم الشهيد مطهري.
س) هل كنت في إيران فترة رحلة الإمام؟ وهل لديك ذكرى عن ذلك؟

 أكثر شيء كان مثيراً لي هو جنون الشعب الإيراني بالإمام.  أنت تستخدم كلمة عشق أهل البيت ولكن بالنسبة لي فإن ذلك أكبر من العشق. إيران يعني الجنون المحترف بأهل البيت وليس جنون قيس ليلى. هذا أمر عجيب ويحتاج إلى فن أن تكون كالأسد في الجبهة ولكنك في الليل تبكي كالأطفال. هذا الأمر ليس له نظير بالنسبة لنا. هذا برأيي حلو و عجيب. وأفضل محفّز لي في حياتي هذا الجنون المحترف والمصحوب بالعقلانية. أن يقوم شخص برمي نفسه فوق القنبلة لينقذ البقية لهو أمر جميل للغاية.
س) هل لديك كلمة أخيرة.... 
لا شيء فقط إذا رأيتم آباءكم و شهداءكم في الآخرة فاشفعوا لنا لأننا لم نقم بواجبنا بالشكل المطلوب.

خلاصة المطالب:

معظم العالم كانوا يستهزئون ويقولون أنهم سينهزمون لأنهم كانوا يعتقدون أنّ الجمهورية الإسلامية في طبيعة مستحيلة وفي الحقيقة أيضاً كيف لإيران بدون أسلحة ونقود أن تقف في وجه قوتين عالميتين.

بعد ذلك عندما بدأ قصف الصواريخ قرر المسؤولون أن يأخذونا إلى مشهد لضبط الأمن ولكننا كنا نخجل أن نذهب. في ذلك الزمان كان المسؤول بوشهري حيث قلنا له نحن أكلنا الحلوى في قم، يعني أخذنا الراتب و الخبز و الملح...ولكن لماذا علينا أن نهرب وقد تغيرت الأحوال قليلاً الأن؟

 أكثر شيء كان مثيراً لي هو جنون الشعب الإيراني بالإمام.  أنت تستخدم كلمة عشق أهل البيت ولكن بالنسبة لي فإن ذلك أكبر من العشق. إيران يعني الجنون المحترف بأهل البيت وليس جنون قيس ليلى. هذا أمر عجيب ويحتاج إلى فن أن تكون كالأسد في الجبهة ولكنك في الليل تبكي كالأطفال. هذا الأمر ليس له نظير بالنسبة لنا. هذا برأيي حلو و عجيب. وأفضل محفّز لي في حياتي هذا الجنون المحترف والمصحوب بالعقلانية. أن يقوم شخص برمي نفسه فوق القنبلة لينقذ البقية لهو أمر جميل للغاية.

كان لقضية سلمان رشدي انعكاس أكثر من الثورة نفسها والإمام، كما أنّ مؤيدي فتوا الإمام معظمهم كان من أنصار الإمام و الثورة.

 

 

 




المستعمل تعليقات