حمولة ...

 

 

منذ أن سمعت عن الإمام الحسين (ع) وهذه اللوعة تنتابني عليه ومنذ أن تعلّمت القراءة والكتابة و بدأت بالدراسة ازدادت محبتي له. طوال حياتي وأنا أكتب شعراً في كل شهر محرم حول الإمام الحسين(ع).

 

محبة أهل البيت(ع) لا تعرف شيعي و سنّي . فالإمام الحسين(ع) موجود في فطرة الناس ويجذب إليه الشيعة والسنّة والمسلمين والمسيحيين. يا ليتنا نستطيع أن نجذب أكثر من قلوب الشيعة هذه إلى الإمام الحسين(ع) . «امير ختوانه» شاعر من أهل السنّة من مدينة سرخس وهو من عشّاق ومحبّي سيد الشهداء(ع). يقول ختوانه أن جميع أشعاري مصدرها اللوعة والإحتراق على الإمام الحسين (ع) خاصة في شهر محرم الحرام. في حوارنا معه توجد نقاط مثيرة قلّما تمت الإشارة إليها:

  • السيد ختوانه، منذ متى بدأت كتابة الشعر حول الإمام الحسين (ع)؟   

منذ أن سمعت عن الإمام الحسين (ع) وهذه اللوعة تنتابني عليه ومنذ أن تعلمت القراءة والكتابة و بدأت بالدراسة ازدادت محبتي له. طوال حياتي وأنا أكتب شعراً في كل شهر محرم حول الإمام الحسين(ع). كما أنني قدّمت شعر حافظ هذا للإمام الحسين(ع):

أَلا يَا أَيهَا السَاقِي أَدِر كَأسًا ونَاوِلها                 فَمَن تُوقعهُ نَفسٌ في شِرَاكِ العِشقِ يَعذِلْهَا

ولو لم يأت الحسين إلى هذه الدنيا                  لما غسلت دماء العشق  أرض كان ينزلها

وفاح العطر  عطر العشق   ممزوجاً                       وذَابَ المِسكُ في مَوجٍ مَضَى بالمهجَةِ الوَلْهَى

ورد النص الكامل لهذا الشعر في كتاب باسم الأجنحة الرطبة حيث قامت بطباعته جمعية آفاق الأدبية في سرخس.

  •  لو تتفضل وتخبرنا عن المكانة التي يتمتع بها الإمام الحسين(ع) بين أهل السنّة بحيث تعرّفت عليه في البداية من خلال ما سمعته عنه ؟

في خطبة صلاة جمعة أهل السنة يتم خطاب الإمام الحسن(ع) والإمام الحسين(ع) بهذه الطريقة: السلام ثم السلام على الإمامين الهمامين الشهيدين النورين و النيّرين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين و أمهما رضي الله تعالى عنهما. كما أنّ أهل السنة يكنّون محبة خاصة لأهل البيت(ع) ولا فرق بينهم وبين الشيعة! فأهل السنة يحبّون الإمام الحسين(ع) كثيراً. جاء في كتاب تذكرة الأولياء للشيخ عطار النيشابوري أنّ الإمام الشافعي وهو واحد من أئمة أهل السنّة قد شاهد ذات مرة في طريقه عدة فتيات صغيرات يلعبن بالدمى في الشارع، حيث وضعن إحدى الدمى في الأعلى، فسأل الإمام الشافعي لماذا وضعتنّ هذه الدمية في الأعلى؟ فقلن هذه سيّد. فرمى الإمام الشافعي الدمية بعصاه وقال لماذا أسميتم الدمية سيّد! وفي الليل شاهد رسول الله (ص) في المنام، فرمى السلام لكن رسول الله(ص) أدار وجهه عنه. فرمى السلام مرتين لكنّ الرسول في كلا المرتين أدار وجهه عنه. ثم قال بماذا أخطأت يا رسول الله حتى تدير وجهك عني؟! فقال: في النهار تضرب أبنائي بعصاك وفي الليل تلقي عليّ التحية! يحظى السيّد واسم السيّد باحترام كبير بين أهل السنّة فكيف بالحسن والحسين عليهما السلام! حيث كلاهما قرطي العرش العظيم.

وكذلك جاء في تفسير ملا كاشف الحسيني: "هذه الحمرة التي تراها في السماء هي من دماء شهداء كربلاء". ولدينا في رواية أخرى- أظنها في كتاب المشكاة- أنّ جبريل أحضر للرسول قميصاً أخضر و قميصاً أحمر وقال واحد للإمام الحسن(ع) و الآخر للإمام الحسين(ع). فسأل الرسول عن معناها؟ فقل جبريل أنّ القميص الأخضر للإمام الحسن(ع) حيث يسمّونه ويصبح جسمه أخضر و القميص الأحمر للإمام الحسين(ع) حيث يستشهد. ثم وضع حفنة تراب في وعاء وأعطاها لرسول الله(ص) وقال عندما يصبح لون هذه التربة أحمر سيستشهد الإمام الحسين(ع). ثم أعطى رسول الله(ص) هذه التربة لأم سلمه رضي الله تعالى عنها وقال اعطها من بعدي للإمام الحسين(ع). ثم أعطت أم سلمه تلك التربة للإمام الحسين(ع). كانت تلك التربة معه في صحراء كربلاء. عندما رأى أن لونها أصبح أحمر قال لهم انصبوا المضارب هنا لأنني سأستشهد هنا.

  • كيف يحيي أهل السنة في سرخس ذكرى الإمام الحسين(ع)؟

نصف سكان سرخس من أهالي السنّة والنصف الآخر من الشيعة، لكنّ جميع الأهالي يعيشون بجانب بعضهم البعض بحيث إذا دخل غريب على المدينة فإنه لا يستطيع التميييز من هو الشيعي ومن هو السنّي! كما أن مراسم عزاء الإمام الحسين(ع) تقام عادة بشكل مشترك. يشارك الناس مع بعضهم في المساجد والحسينيات. كما أنّ أهل السنة إن كان لديهم نذر من بقر أو غنم أو لديهم نفقة فإنهم يفون بنذرهم ظهر عاشوراء في تلك الحسينيات ويهدون ثواب ذلك للإمام الحسين(ع). و من الممكن أحياناً أن يحيوا تلك المراسم بشكل منفصل لكن في معظم الأوقات مع بعضهم.

وفي شهر محرم لا يقيم أهل السنّة أعراساً بل يقيمون مجالس العزاء و يتصدّقون ويقرأون القرآن، كما يقسّمون الخيرت بين لناس و الفقراء طلباً لمرضاة الله و يهدون ثواب ذلك لأرواح شهداء كربلاء. لكنّ أهل السنّة لا يلطمون. لكنّهم يشاركون في مجالس عزاء الشيعة وفقط لا يلطمون. ظهر عاشوراء بعد صلاة الظهر يقرأ أهل السنة الأدعية أو يختمون القرآن ويهدون ثوابه لأرواح شهداء كربلاء. عندما تنتهي المراسم يقوم السنة و الشيعة مع بعضهم بتوزيع الخيرات في لحسينية ويأكلون النذر.

 

  • وكيف هو الحال حول زيارة الأئمة الأطهار عليهم السلام وخاصة زيارة الإمام الحسين(ع)، وهل يذهب أهالي سرخس لزيارة الأئمة؟

أيّ سؤال هذا! الزيارة لجميع مسلمي العالم. وكما يقال:

إن زيارة قبور الأولياء      تكفّر عن عصيان مئات السنين

زيارة قبور الأولياء فرض و واجب في الأساس ويجب الذهاب لزيارتهم. لأنهم أولياء الله العظام وقد شرّفهم الله ومن شرّفه الله يجب على عباد الله أن يقوموا بزيارتهم. فالأئمة هم أبناء رسول الله ومكانتهم ومنزلتهم رفيعة جداً. حتى أني أظن أنّ أهل السنّة يحترمون الأئمة أكثر من الشيعة، لأنهم لا يلفظون أسماءهم أبداً دون الكنى ودون أن يسبقوها بكلة سيّد. فدائماً يقولون سيّد في بداية أسمائهم و عليهم السلام في نهايته. لا يوجد سنّي أبداً يقول علي بل دائماً يقولون سيدنا علي رضي الله عنه أو يقولون دائماً الإمام الرضا عليه السلام. وكل شخص من أهالي سرخس لديه استطاعة مالية يذهب برفقة مواكب الشيعة لزيارة الإمام الرضا(ع) والإمام الحسين(ع).

  • من بين الكتب حول الإمام الحسين (ع) ما هي الكتب المنتشرة أكثر بين أهل السنة في سرخس؟

جاء في الكثير من كتب هل السنّة أحاديث عديدة عن الإمام الحسين(ع) لكن أكثر ما تحدّث عن هذا الأمر كتاب روضة الشهداء. جاء في هذا الكتاب سفر الإمام الحسين عليه السلام منذ البداية حتى لحظة الشهادة. قرأت في ذلك الكتاب أنه في ليلة عاشوراء تقوم السيدة فاطمة الزهراء والسيدة مريم، آسيا زوجة فرعون و سيدة أخرى لا أتذكر اسمها، كنّ يجمعن الحصى في صحراء كربلاء لأن الإمام الحسين سيستشهد هناك. هذه الروايات جاءت في كتب أهل السنة أيضاً فهم يقرأونها ويعرفونها.

  • هل حدث إلى الآن أن وقع نزاع بين الشيعة والسنة في سرخس؟

الحمدلله لم يقع على الإطلاق أيّ نزاع بين السنّة والشيعة وإن شاء الله لن يقع. فالشيعة يحترمون أهل السنة وفي المقابل فإن أهل السنة يحترمون أخوانهم الشية. ولا فرق فالشيعة لديهم اثني عشر إمام كما أن لدى السنّة أئمتهم. أهل السنة يقلّدون أبو حنيفة، الإمام الشافعي، الإمام مالك .... وأهل الشيعة يقلدون الإمام جعفر الصادق(ع). و بما أن الإمام الصادق(ع) كان أستاذ أبو حنيفة فإننا نحن أيضاً تلاميذ الصادق(ع). لأنّ إمامنا تلميذ الإمام جعفر الصادق(ع).

  • نشكرك جزيل الشكر، إن كان لديك كلمة أخيرة فتفضل.

هناك قصيدة نظمتها قبل عامين حول الإمام الحسين(ع).

أفتخر بولايتك يا حسين                كِلا العالمين يقتديان بك يا حسين

أنت سيد الشهداء والمولى               اسمك رمز الهدى يا حسين

هذه العظمة الخالدة باسمك              هي عطاء  الله  يا حسين

لأن طريق العشق نحو ذو الجلال        قطعته إلى نهايته يا حسين

رسول الحق كان يهزّ مهدك           وهو سعيد من لقائك يا حسين

كم صعدت على كتفي الرسول       فماذا أقول في صفاتك يا حسين

نفديك بأموالنا وأرواحنا               أرواحنا فداك كل لحظة يا حسين

كل ثورة ضد الظلم والجور             فيها صدى صوتك يا حسين

حتى القيامة باق في آذان البشر         صوت تكبيرك البليغ يا حسين

عشقك الذي لا يعرف غير الله         صرخة في وصفك يا حسين

أمر جدّك أن تكون في الجنة            سيداً على أهلها يا حسين

خضر الثياب تزيوا للقائك              وزيّنوا الحشر لأجلك يا حسين

المصطفى والمرتضى وفاطمة              زيّنوا مجلس عزائك يا حسين

كل محتاج بخل عليه الدهر              سينعم بعطائك يا حسين

ليتني العندليب أكحّل عينيّ            بتراب قدميك يا حسين

 

العندليب أنا كاتب هذه القصيدة. مصدر جميع أشعاري اللوعة والإحتراق على الإمام الحسين(ع) خاصة في شهر محرم الحرام.

 




المستعمل تعليقات