حمولة ...

 

قرأ الشهيد الثاني في دمشق صحيح مسلم و صحيح البخاري وقام بتدريسهما. بعد ذلك ذهب إلى مصر ومن ثم إلى القدس. وهناك أخذ من عالم أهل السنة الكبير شمس الدين أبا اللطيف المقدسي الإذن في نقل الحديث. ثم ذهب إلى القسطنطينية. ذهب إلى عند قاضي العسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي الذي كان قاضي قضاة الأمبراطورية العثمانية. فتباحث معه. عندما شاهد القاضي كتبه ورسالاته قال للشهيد الثاني تستطيع أنت الذهاب والتدريس في أيّ مدرسة أو مسجد تريده من مساجد أهل السنّة. انظر إلى سعة صدر الطرفين.

الأستاذ حسن رحيم بور ازغدي

 

أول كتاب يُقرأ في حوزاتنا العلمية هو كتاب شرح اللمعة. اللمعة للشهيد الأول و شرح اللمعة للشهيد الثاني. وقد قُتلت هاتان الشخصيتان على يد التكفيريين.

ومع ذلك في تلك الفترة التي قُتل فيها الشهيد الثاني بسبب الإختلافات الدينية كانت نظرة علماء أهل السنّة الأعلام وحتى حكومة أهل السنة إلى الشهيد الثاني ونظرته إليهم نظرة إيجابية.

قرأ الشهيد الثاني في دمشق صحيح مسلم و صحيح البخاري وقام بتدريسهما. بعد ذلك ذهب إلى مصر ومن ثم إلى القدس. وهناك أخذ من عالم أهل السنة الكبير شمس الدين أبا اللطيف المقدسي الإذن في نقل الحديث. ثم ذهب إلى القسطنطينية. ذهب إلى عند قاضي العسكر محمد بن محمد بن قاضي زاده الرومي الذي كان قاضي قضاة الأمبراطورية العثمانية. فتباحث معه. عندما شاهد القاضي كتبه ورسالاته قال للشهيد الثاني تستطيع أنت الذهاب والتدريس في أيّ مدرسة أو مسجد تريده من مساجد أهل السنّة. انظر إلى سعة صدر الطرفين.

أخذ الشهيد الثاني استخارة وذهب إلى مسجد بعلبك في لبنان وتولّى إدارة المدرسة العلمية هناك حيث كان هناك أيضاً تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.

كان الشهيد الثاني في تلك المدرسة يعطي دروس فقهه على أساس المذاهب الخمسة. كان يشرح في كل باب آراء المذاهب الخمسة. هل يوجد الآن درس فقه يوضح آرء المذاهب الخمسة؟!

كان لديه درس كلام و درس أصول العقائد. كان يوضح في درسه أراء جميع المدارس ثم بعد ذلك يقول رأيه الشخصي. كان السنّي والشيعي يأتون إلى درسه و يستفتونه كلٌّ بناءاً على مذهبه! عندما تتشكل مثل هذه المقاعد في العالم الإسلامي عندها يمكن التفاؤل بمواجهة العدو.

كان الشهيد الثاني لا يأخذ أجرة من الحكومة. كان يركب بنفسه على الحمار وكان يذهب لاقتلاع الشوك ليؤمّن بذلك نفقات معيشته. لم يكن يأخذ نقوداً من الحكومة العثمانية ولم يكن يأخذ أموال. كان يعيش بمنتهى البساطة و الزهد. كان لديه اثني عشر أستاذ سنّي كان يتعلم منهم بمنتهى الإحترام.  كما كان أساتذته يحترمونه كثيراً. ومن جهة أخرى كان تلميذ عالم الشيعة البير المحقق الكركي. في عهد الصفوية عاد المحقق الكركي إلى إيران لتعلّم عقائد الشيعة، لكنّ الشهيد الثاني بقي في لبنان ولم يعد إلى إيران.

قصة شهادة الشهيد الثاني

أما حكاية شهادته فهي أنّ اثنان قدّما شكوى له. فقضى لهما بحسب مذهبه. ذهب الشخص الذي حُكم عليه إلى عند قاضي صيدا وقال لقد كان ذلك القاضي رافضياً وقد أصدر حكماً غير عادل! يعني قام بتحويل قضيته الشخصية إلى نزاع شيعي سنّي. بينما كان الشهيد الثاني قاضي للحكومة السنّية ويحكم بين الطرفين بموجب مذهبه.

كتب قاضي صيدا رسالة إلى السلطان سليم ذكر فيه أن هذا الرافضي ينطق بالكفر هنا! أصدر الحاكم العثماني أمر اعتقاله. عندما جاؤوا لاعتقاله رأوا أنه قد ذهب للحج. فذهبوا و اعتقلوه في طريق الحج و أخذوه إلى روما الشرقية. وسط الطريق قال الأشخاص الذين كانوا قد اعتقلوا الشهيد الثاني للسلطان أنّ أصل القضية كان أمراً شخصياً وفي الأساس لم تكن قضية كفر و رفض! فالشهيد الثاني لديه إذن في القضاء من قبل قاضي العسكر الذي هو قاضي قضاتكم. فقال القاضي العثماني أما أن تطلقا سراحه أو تحضروه إلى هنا لأتحدث معه بنفسي.

عندها قام وزير السلطان سليم يعني رستم باشا الذي كان يفم القضايا سريعاً بإرسال مجموعة كيلا تسمح للشهيد الثاني بالمجيء إلى عند السلطان سليم. لأنه يعلم إذا جاء إلى عند السلطان فإنه سيجذ رأيه إليه. لذلك أصدر أمراً بقتله وسط الطريق. فقاموا بقتله و حرقه و نسفوا رماده في الهواء! بقيت جثته ثلاثة أيام على المقصلة ثم تم إحراقها. بعد ذلك عرف السلطان العثماني بالقضية فقام بعزل رستم باشا.

كما ترون لس هناك مشكلة بين العالم السنّي والشيعي. فالعالم السنّي يقول للشهيد الثاني اذهب و درّس أينما يحلو لك. كما أن الشهيد الثاني كان يدرّس الفقه على المذاهب الخمسة. لكن عندما دخل أمر الدنيا والسلطة اختلفت الأمور. فالشخص الذي صدر ضده الحكم يذهب إلى قاضي آخر ويقول له هذا الرافضي أصدر حكماً ضدي! كما أن ذلك الوزير لم يسمح بلقاء الشهيد الثاني فأصدر أمر قتله.

 

 




المستعمل تعليقات