حمولة ...


5. لقاء النُّخب المحافظة  
كذلك تحدث مولوي نذير أحمد بكلام حسن للغاية.

كان يصلّي على النبي وأهل بيته، ثم تحدث عن عدم انفصال الدين عن السياسة في التعاليم الإسلامية وفي النهاية قال أيضاً، في بداية الثورة كنا قلقين من أن يأتي نظام ثوروي شيعي فيتعرض آهل السنئ للحرمان« لكن الأن وبعد مرور كل تلك الأعوام فهمنا اننا كنا مخطئين. وحدة الشيعة والسنة إن لم تكن معجزة الثورة فهي كرامة.
ص 114

6. لقاء النُّخب في المحافظة  
في بداية كلام القائد اعتذر من الناس لأنه لم يستطع الوقوف كالماضي ليستمع إلى كلام الجميع.

ثم بدأ الكلام:

 «أثناء فترة نفيي كنت قد أوصيت أنه إذا متّ أن يدفنونني في إيران شهر وليس في مشهد المقدسة. حتى أنني أحببت كثيراً بعد النفي أن أعود إلى هذه الديار لكنّ الثورة قعت ولم يعد هذا الأمر ممكناً.»

تحدّث القائد عن سيل 79 وقال أنّ نائب المحافظ لم يأت إلى إيران شهر أبداً، لا للإغاثة ولا حتى لتفقد المنطقة.

«لم يكن أحد يقدّم المساعدة.  لم تكن هذه المحافظة محل اهتمام. لم يكن يصل إليها حليب ومعونات. حتى وإن وصلت فإنها كانت تؤكل في الطريق. في زمن الشاه لم يكن لدينا مطار في المحافظة بأسرها. أقرب مطار كان في بيرجند. لماذا؟

فقط لأن العائلة المالكة كانت تأتي مرة في العام إلى بيرجند من أجل ركوب الجمل والخمر لذلك كان المطار هنا.

في ذلك الوقت كنت ترى خمسة مطارات في مازندران. لماذا؟ لم يكن أيضاً من أجل الناس، بل من أجل الفيلات و المتنزهات، في ذلك الوقت لم يكن في سيستان أي مطار...»
ص121



7. لقاء زعماء القبائل
لم يكن القائد قد وصل بعد. الساعة كانت الثالثة والنصف تماماً. يدخل أحد أعضاء البيت ويقول لأحد المولويين:

إنه وقت صلاة العصر. سينتظر القائد حتى تصلّوا...

لم نكن نتبهين أصلاً لصلاتنا فضلاً عن أن ننتبه لصلاتهم.

مباشرة بعد صلاة هل السنة دخل القائد.

 ص 136

8. لقاء علماء أهل السنة  
ثاني مولوي مشغول بلتعريف عن نفسه عندما قال القائد فجأة:
- أنت ابن مولوي عبد الصمد! كيف حال والدك؟ هل تماثلت قدمه للشفاء...

 قام عدة أشخاص آخرين بالتعريف بأنفسهم إلى أن جاء دور مولوي دامري.

عندما بدأ مولوي عبد الصمد دامري بالكلام قال القائد:

-كنت أعرف خيك أيضاً. عبد الغني دامري كان نائباً في البرلمان. كيف حال والدك؟

تحيّر مولوي عبد الصمد ماذا يقول. قال: أخي عبدالمجيد دامري مازال مديراً...

فقال القائد: أنا أتذكره. يذكره الله بالخير، في ذلك الوقت جئنا إلى منزلكم وشربنا لبناً لذيذاً...

انخطف اللون من وجه مولوي عبد الصمد! وكأنه تذكّر للتوّ سماحة القائد! رجل دين شاب شيعي منفي لم يكن حتى أكثر المتفائلين يستطيع أن يتوق له مثل هذا المستقبل في فترة الشاه الخانقة!

الشخص التالي مولوي عبدالرحمن ملازهي، من جابهار. يقول القائد لقد ابيضّت لحيتك كثيراً.

في تلك الأثناء كنت أسمع أشياء كانت جديدة بالنسبة لي. لا يمكن اعتبر أن كل تلك الأحاديث كانت تصنّعاً أو لاقتضاء المجلس. شخص عرّف نفسه على أنه غلام غلمان آل محمد، والآخر إمام جمعة مسجد أمير المؤمنين علي (عليه السلام).

وحالات كثيرة كهذه في ذلك المجلس.

كان اجتماعاً لطيفاً. الحقيقة هي أنّ جيل شبابنا يرى إيران من زاوية ضيقة ومن الأخبار غير الكافية لوسائل الإعلام.

لذلك فإن الجميع بلا استثناء يخلطون سريعاً بين أهل السنة و وهابيي مكة والمدينة.

إنّ هذا نوع من الخطأ في التفكير. فالوهابية هي فرع حديث الظهور وقد تكون قوية لكنّ نطاقها محدود لدى أهل السنة.

فالشافعيون و الحنفيون خاصة أولئك الذين يعيشون في إيران قريبون جداً بداخلهم من الشيعة.

كما أنهم مثلنا أيضاً يعارضون السلفية.

ص146

9. لقاء أهل السنة  
قال السيد: منذ اللحظات الأولى، لم نشأ أن نرفع راية الشيعة فقط، بل رفعنا راية الإسلام ليجتمع الجميع من حولها.

اليوم يتم طباعة الكثير من الكتب المناهضة للشيعة، تحريف تاريخ الشيعة. بأشكال جديدة و جذّابة. نحن نستطيع أن نردّ عليهم يضاً. لدينا القدرة على ذلك. لكننا لا نعتبر أن هذا الأمر مفيد أبداً، لا نقوم بهذا العمل. في فترة شبابي كنت في المسجد أصعد المنبر بين صلاتي المغرب والعشاء، كان عملي نقل المعارف الإسلامية. منذ ذلك الوقت أكدت على الوحدة. بالطبع كان لكثيرون يتهمونني بأنني تسنّنت، لكنني كنت أقول أنه ليس لدي الوقت للإجابة عليهم.

 ص 151

10. مسجد جابهار الجامع
اصطفينا للصلاة...

الصف الأول من أهل السنة حيث اقتدوا بالسيّد أيضاً. صورة جميلة ورائعة للغاية. نصف من أهل السنة ونصف من الشيعة وقفوا في الصف الأول.

كتفاً إلى كتف. البعض بأيدٍ مفتوحة والبعض الآخر بأيدٍ مغلقة. بدأ السيّد الصلاة.
ص178



11. مقبرة شهداء إيران شهر  
يدخل الإمام ويلقي علينا التحية. ثم يتوقف قليلاً عند كل قبر ويقرأ آية من الفاتحة. عدة شهداء من كربلاء الخامسة و شلمجه والباقي معظمهم من شهداء مضيق كرناغ. لقد رأينا هذا مكتوب على قبر أهل السنة:

لو دامت الدنيا لأحد لكان محمد(ص) حيّ إلى يوم القيامة.

ص222


12. لقاؤه  مع أهالي المنطقة التي سكنها فترة النفي في إيران شهر   
كان الإمام يحدّق بدقّة بنافذة كانت تُفتح على الزقاق. كان في نظرته شيء عجيب. جال بنظره في الغرفة.

 - كنت كثيراً ما أستند إلى هذه الجهة وكنت أجلس لدراسة والكتابة...

 يرتشف الشاي.
- تجديد للذكريات، لكنّ شعوري الآن جيد.  
كانت أيام مليئة بالمصاعب، لكنّ قلوبنا كانت مليئة بالأمل ولم نكن نشعر بالصعوبة.

 كما أنّ نشاط الشباب كان يساعدنا.

يشير السيد إلى رجل عجوز في آخر الصف ويقول مبتسماً، السلام عليكم...سلامٌ أطول من المدّ الذي يمدّه القرّاء.

ينهض السيد نصف واقف و يرمي العجوز بنفسه على صدر السيّد.

-حاج رحمان، أين أنت؟ كيف حالك... عبدالرحمان سجادي...

يبكي العجوز.

سيّد! أنا أتذكرك، كأنني أرى حلماً...

-نعم! الحاج رحمان! أين السيد نوّاب.

يمسح يده على وجه السيّد ويقول باكياً:

أجريت عملية جراحية لقلبي.

-آه!

يا للمحبة بين الإثنين. لا أفهم. أمسك السيد بيده ثم نظر إلينا و قال:

- السيد عبدالرحمن من رجال الله.

السيّد يتحدث معه بمنتهى المحبة. لقد انتابني البكاء.

ثم يأتي رجل عجوز بملابس بلوشية ويقبّل السيّد؛ بامري، من معارفه فترة النفي.

يمسح بيده على لحيته البيضاء ويقول:

شابت لحيتك يا سيد بامري...

ثم ينظر نظرة حزينة على الجميع ويتنهد. ينظر لعبد الرحمن سجادي، لعبد الغني، بامري...

-الجميع قد شابوا...

أحد الحاضرين أجاب قائلاً:

-لقد اقتديا بك، سيّد!

يدخل مولوي قمر الدين ومولوي عبد الصمد أيضاً، يضحك السيّد ويقول:

رأيتكما من خلال منارة المسجد.

-كذلك رأيناك من خلال نارتي المسجد!

ويشرح له مولوي عبدالصمد بأنهم قد بنوا مسجداً جديداً باسم فاطمة الزهراء(س).

يهز السيد برأسه.

-يا له من اسم مبارك وجيد. أحسنت!

الآن دور السيد ليتحدث عن المنزل:

هذا المنزل كان مكاناً للقلوب التي لم تكن تجداص منفذاً للتنفيس عن مشاعرها. كنّا نفرس السجاد عصراً، ثم نجتمع عشرة- عشرين شخص شيعي وسني و كنا نتحدث.

الأجواء جميلة و ودية للغاية.
- ص234

 




المستعمل تعليقات