حمولة ...

 

كان صديقي يخبرني أنني تحدثت بكلام أثّر كثيراً في بوكتي. فقال لي بوكتي لو لم تكن تلك العمامة الموجودة على رأس الإمام الخميني موجود على رأسك لكنت أبرحتك ضرباً! بوكتي لم يقبل الله لكنه قبل الإمام الخميني!

 

انعكاس الثورة في باكستان بجهود الشهيد عارف الحسيني   

أنا السيد محمد ميثم عباس من باكستان وطالب جامعة المصطفى في مرحلة الدكتوراه فرع الفلسفة الإسلامية.

كنت طفلاً في أيام الثورة. طبعاً لأن عائلتي كانت منذ البداية مؤيدة للإمام والثورة وكان لديها نشاطات ثورية فإنني أحمل ذكريات عن تلك المرحلة. كان والدي ضمن الجيش الباكستاني. أخذ إجازة لمدة عامين وجاء إلى قم من أجل الدراسة.

في ذلك الوقت كان الشهيد عارف الحسيني زعيم الشيعة. يقول الشهيد الدكتور محمد علي نقوي حول الشهيد عارف الحسيني أنه عَكَس الثورة الإسلامية وخط الإمام الخميني بطريقة لا تستطيع حتى المرآة أن تعكسها هكذا!

في الحقيقة كان كلٌّ من الشهيد عارف الحسيني و الشهيد محمد علي نقوي شخصيتين نشرتا الثورة بأفضل شكل ممكن في باكستان ولا يوجد شخص ثالث. لو لم يكن الشهيد عارف الحسيني والشهيد الدكتور محمد علي نقوي موجودان لكان الآن أكثر من 90 بالمائة من الشعب الباكستاني معارضون للثورة أو على الأقل لم يكونوا موافقين على الثورة.

  

نحن أيضاً يجب أن نمتلك خميني!   

عامة الناس لديهم نظرة إيجابية للغاية ومتفائلة بالثورة الإسلامية. لقد أحبَّ الناس الثورة بطريقة وكأنّ ذلك الحدث قد وقع في باكستان نفسها. والآن عامة الشعب سواء الشيعة أو السنّة عندما تواجههم مشكلة يقولون نحن أيضاً بحاجة إلى خميني لكي تُحلّ مشاكلنا! بالطبع بعد مرور فترة من الزمن توسّعت النشاطات الدعائية المناهضة للثورة الإسلامية وبدأت مجموعة تثير الأجواء الطائفية و النزاعات الشيعية السنية. حتى أنهم خلقوا اختلاف بين الشيعة أنفسهم.

بعد رحلة الإمام قاموا بإطلاق حركة في باكستان باسم الشيخية كما افتحوا عدداً كبيراً من المدرس العلمية. هدف تلك المجموعة إبعاد الشعب الباكستاني عن الثورة الإسلامية و الإمام الخميني. قالوا لمنظمة الطلاب الإمامية الذين كانوا من مؤيدي الثورة أننا ندعمكم مالياً بشكل كامل. نعطيكم مكتب و دراجة نارية. في ذلك الوقت كانت الدراجة النارية شيئاً بالغ القيمة. وفي المقابل أعطونا فقط صفحتين من مجلتكم لنقوم بنشر مواضيعنا فيها.

بعض أعضاء المنظمة قبلوا بذلك الإقتراح ولكن الشهيد الدكتور محمد علي نقوي وقف في وجههم وقال أنّ هاتين الصفحتين بداية لتغلغل تلك الحركة.

 

كنا نظن أن الشاه كبير الشيعة!  

في بداية الثورة كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي لها نفوذ كبير بين الشعب الباكستاني هي إذاعة البي بي سي. كانوا يستمعون إلى بي بي سي كل ليلة. كما كان هناك مجلات وجرائد محلية باكستانية. كان الناس يستمعون إلى وسائل الإعلام تلك لكنّ قلوبهم كانت مع الإمام. لقد سيطر الإمام على لقلوب.

كان أبي يقول أننا كنا نستمع إلى بي بي سي. من جهة أخرى فإننا كنا نظن قبل الثورة أن الشاه هو كبير الشيعة. كان الشاه قد أصدر بيان حيث كنّا نعرّفه للآخرين بافتخار. في ذلك اليان قال الشاه إننا لن نسمح لرجال الدين ولئك أن يحققوا أي شيء. نحن أيضاً كنا نعرّف ذلك للآخرين بفخر  نقول انظروا لشاه الشيعة كم هو قوي! بعد الثورة فقط فهمنا الأمور على حقيقتها!

شعر سنّي متعصب في وصف الإمام!

في فترة رحلة الإمام تأثّر الشعب الباكستاني كثيراً. كان الناس يعتبرون الإمام قائدهم ولهذا السبب كانوا حزينين للغاية. أقيمت مراسم عزاء كثيرة. أنا نفسي مع أنني كنت طفلاً صغيراً كنت أبكي. عندما كان أحد يسألني لماذا تبكي لم أكن أعلم بماذا أجيب لكن حالتي لم تكن على مايرام و كنت أبكي!

كوثر نيازي واحد من الشراء الباكستانيين المعروفين وهو من أعلام أهل السنة. كما كان متعصباً جداً بالنسبة للتشيع.

لكن عندما رحل الإمام قرأ له هذا الشعر:

حالنا في فراق القائد ليس أقلّ من حال يعقوب

هو أضاع طفلاً ونحن أضعنا أباً

مثلاً الصورة في أعلى إحدى المجلات التي كانت تصدر في باكستان بعد رحلة الإمام هي صورة الإمام الخميني والمثير أنه كُتب بالفارسية «روح الله التحق بالباري!» وفي الداخل أيضاً جاءت صورة الإمام. جميع مقالات المجلة كانت في مدح الإمام و الثورة.

تلك المجلة كانت عامة ولم تكن دينية. يعني لم يكن الأمر كذلك بأن الشيعة لديهم مجلة ويكتبو فيها حول الثورة الإيرانية.

 

في باكستان لا يوجد منزل شيعي ليس فيه صورة للإمام. حتى كبار السنّ الذين لم يكن باستطاعتهم لفظ اسم الإمام بشكل صحيح ويقولون «خَميني» كانوا يعشقون الإمام الخميني أيضاً.




المستعمل تعليقات