حمولة ...

يشير السيد إلى رجل عجوز في آخر الصف ويقول مبتسماً، السلام عليكم...سلامٌ أطول من المدّ الذي يمدّه القرّاء.

ينهض السيد نصف واقف و يرمي العجوز بنفسه على صدر السيّد.

-حاج رحمان، أين أنت؟ كيف حالك... عبدالرحمان سجادي... يبكي العجوز.

سيّد! أنا أتذكرك، كأنني أرى حلماً... نعم! الحاج رحمان! أين السيد نوّاب.

يمسح يده على وجه السيّد ويقول باكياً:أجريت عملية جراحية لقلبي. -آه!

يا للمحبة بين الإثنين. لا أفهم. أمسك السيد بيده ثم نظر إلينا و قال:

- السيد عبدالرحمن من رجال الله. السيّد يتحدث معه بمنتهى المحبة. لقد انتابني البكاء.

حجة الاسلام مهدي شانديزي

نهاية عام 2002 قام سماحة قائد الثورة الإسلامية بالسفر إلى محافظة سيستان وبلوشستان.

بمناسبة الذكرى السنوية للزيارة التاريخية فإننا نريد إلقاء نظرة على الذكريات الرائعة لتلك الزيارة.

وبالنظر إلى أن أفضل وربما الكتاب الوحيد الذي كتب ذكريات تلك الرحلة هو قصة سيستان لذلك قمنا بإحضاره .

قصة سيستان تأليف رضا أمير خاني. ذلك الكاتب الذي يمتلك في سجلّه روايات جميلة مثل أنا هو، أرميا وبي وطن.

  1. لقاء أهالي زاهدان    
    بدأ القائد كلمته. كنت أظنه متعباً. جاء من المطار و دون أن يستريح ولو نصف ساعة وقف علي المنصّة.

بدأ القائد: لقد قاموا بنفيي، لكنني استوطنت في هذه المحافظة ولم أكن منفياً. التواجد هنا في هذا المكان مع أهالي زاهدان وسيستان كان حلواً جداً بالنسبة لي.

أول حكم لي من قبل الإمام بعد الثورة كان المجيء إلى سيستان وبلوشستان. جئنا من أقصى نقطة في جنوب المحافظة، جابهار و نيك شهر حتى....»

حدثٌ كان تاريخياً وعجيباً. رجلٌ كان قد عاد إلى مكان، أين؟

مكانٌ قد نُفيت إليه قبل سنوات كشرير و مجرم سياسي .

والآن أي رجل قد عاد؟ أعلى مسؤول في البلاد...من ذلك الشاب المنفي النحيف الذي بقي منه لحيته البيضاء و يده المشلولة...

  • ّ الواقع هو أنّ قلمي لا يستطيع أن يكتب قطعة دراماتيكية عن هذا الإتفاق التاريخي العجيب.

لأن القائد نفسه كان يقول:

  • في ذلك الوقت لم نكن غرباء هنا. كان لدينا حكايات كثيرة، سواء عن أهل السنّة أو بين الشيعة...» ص59


    أشار سماحته إلى الصف الأول الذي كان يجلس فيه علماء الشيعة والسنّة بجانب بعضهم.
    « يجب على العلماء أن يتناقشوا، لكن لا تستعرضوا قواكم. لا تتجادلوا. اختلافكم يصبّ في صالح أعداء الإسلام. في كل مكان يحصل نزاع بين طائفتين أرى يداً أجنبية. هل تعرفونه أنتم!» ثم ضحك وقال: من هو ذلك الغريب؟ فصاح الجميع بصوت واحد: «الإنكليز»

فضحك سماحته وقال: «رحم الله آباءكم. للسنّة والشيعة عقائدهم. لا يقولون توضأ مثلي. أنتم كلٌّ منكم لديه اعتقاد برب واحد، قبلة واحد و رسول واحد ...» ثم أشار بيده إلى رجل عجوز من أهل السنة.

  • مولوي قمر الدين! أتذكر أنني أتيت مسجدك! قلت لك أنه بين الثاني عشر من ربيع حيث تحتفلون أنتم و السابع عشر من ربيع نحن، سنعلن هذه الأيام الخمسة- اسبوع وحدة. وأنت قبلت أيضاً. هل تذكر؟»

يقول مولوي: نعم والله...أتذكر!

يبتسم السيد ويتابع:

-لكن للأسف حصل فيضان... أتذكر؟

ثم التفت إلى الحشود وقال: نعم أنا ومولوي قمر لدين منذ ذلك الغد قمن بمساعدة منكوبي الفيضان.

كنت أستعين بأصدقائي في طهران و مشهد وبقية المدن و بمساعدة مولوي قمر الدين كنا نوزع المساعدات في إيرن شهر و نيك شهر.

يهزّ مولوي برأسه وتتجمّع الدموع في عينيّ هذا العجوز.




  1. 3. لقاء عائلات الشهداء  
     انتهى كلام السيد و دعا القائد للناس.

اللهم اهدنا إلى الطريق القويم. وآلف بين القلوب. ونوّر قلوبنا بنور الإيمان. وأهلك أعداء الإسلام والأمّة...

كانت أدعيته تختلف هذه المرة بشكل أساسي عن دعائه المعتاد.  

كما قام سماحته بتبديل دعاء ظهور صاحب الزمان بالفرج لجميع مصائب الأمة الإسلامية.
ص 704

. مقبرة الشهيد  المجهول 
قبور المدافن كل منها له صاحب، لكنّ سماحته لديه شعور آخر بالنسبة للشهداء المجهولين؛ قد يكون شعور أبوي...
وقف أكثر من خمسة دقائق بالقرب من ضريح الشهداء المجهولين.

ثم قام أحد قادة الفرق العسكرية في سيستان وبلوشستان بشرح مختصر حول المقبرة وشهداء المحافظة. فقاطعه القائد فجأة:
«افعلوا شيئاً ليأتي الأخوة أهل السنّة لزيارة هذه المقبرة. من يعلم قد يكون من بين هؤلاء الشهداء الخمسة المجهولين وحد من أهل السنّة.»

 أنا لم أفكر أصلاً بتلك القضية. هذه الدقة عجيبة. خاصة هنا حيث لا يوجد أي شخص غيرنا نحن الثلاثة- أربعة أشخاص حول القائد وليس هناك أية مصلحة إعلامية لقول مثل هذ الأمر. يعني هناك حقيقة في هذه النصيحة....
ص 97

 




المستعمل تعليقات