حمولة ...

إن ذكر الحديث خارج الإطار الإجتهادي له هذه المشكلة وهو أنه من الممكن أن يكون من حيث ضعف السند جزء من الأحاديث الملفّقة والإسرائيليات ونشره هو مصداق للكذب على الله والرسول وأهل البيت عليهم السلام وثانياً في حال صحة السند فإن مضمون ما يفهم منه لا يفهم بشكل جيد أو متعارض مع بقية الأحاديث وهو يحتاج لإجراءات فقهية

هناك ظاهرة مريرة هذه الأيام تنتشر بين بعض التيارات شبه الأخبارية والتقليدية الشيعية حيث يخشى بسببها التشكيك في قدسية روايات أهل البيت عليهم السلام وأن لا يعود الناس يثقون بها.

لقد حاول علماء الشيعة منذ صدر الإسلام إلى الآن أن يحافظوا على الأحاديث بمساعيهم الإجتهادية الدؤوبة وحتى بالتضحية بروحهم- مثل الشهيد الأول والشهيد الثاني صاحب وشارح اللمعتين- وأن يقدّموا فقه الشيعة مبتنيا على الأسس التي أرادها أهل البيت عليهم السلام وأن يقفوا في وجه نمو تيارات أهل الحديث والإخباريين.

من لهم معرفة بعلم الأصول يعرفون كم هناك مواضيع دقيقة في أسفل أحاديث مثل «لا تنقض اليقين بالشك» وأمثال ذلك حتى تمّ وضع أصول الفقه و تمّ تحديد رأي الشارع المقدس من بين الأحاديث النقية والملتبسة.

لكننا الآن نرى أن هذا التيار الأخباري وبالطبع على يد مجموعة محدودة العلم وبلا علم أو مضطلعة بالسياسة يقومون بنشر أي حديث من أي مصدر يعثرون عليه لتسود كلمتهم وليس مهماً بالنسبة لهم إن كان يوصل هدف ومقصود أهل البيت عليهم السلام أم لا !

الإجتهاد والعلوم المرافقة له مثل الرجال قد وجدت مثل الرجال من أجل هذا الأمر وهو إضافة للفهم الدقيق للأحاديث والروايات فلكي تحل المواضيع التي تمتلك «أحاديث معارضة».   

إن ذكر الحديث خارج الإطار الإجتهادي له هذه المشكلة وهو أنه من الممكن أن يكون من حيث ضعف السند جزء من الأحاديث الملفّقة والإسرائيليات ونشره هو مصداق للكذب على الله والرسول وأهل البيت عليهم السلام وثانياً في حال صحة السند فإن مضمون ما يفهم منه لا يفهم بشكل جيد أو متعارض مع بقية الأحاديث وهو يحتاج لإجراءات فقهية مع آسلوب الجمع بين الروايات، و نرى أنّ ما هو منتشر على مواقع التواصل الإجتماعي والجوّالات يفتقد لهذه الإجراءات !
خاصة في مواضيع تتعلق بمقولة السلوك مع اهل السنة التي عادة ما تمتلك حديثاً مخصصاً أو معارضاً حيث هناك ضرورة لامتلاك نهج اجتهادي والرجوع إلى رأي المراجع. طبعاً حتى المراجع الذين يعطون رأياً خلاف رأي الجمهور ينبغي عليهم عرض أدلتهم ليتم نقدها و دراستها من قبل أهل الإختصاص.

خاصة عندما نعلم أن هناك أحاديث موضوعة وملفقة بين الأحاديث عندها تزداد تلك الحساسية. جاء في رجال الكشي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس».

في القديم جرت العادة على انه حتى في نقل الاحاديث فإن أخذ الإذن من العلماء والمحدثين كان ضرورياً ولم يكن لأي شخص الحق في ان يأخذ كتاباً يضم أحاديث ويقرأه للعامة. ينبغي على العلماء و علماء الرجال تأييد صحة السند و المدلول والمضامين القابلة للإستنتاج من الاحاديث ليتيسّر نشر مفاهيم ذيل ذلك الحديث ولكن للأسف تم نسيان تلك العادة حيث يتم قراءة أحاديث معارضة أو ضعيفة السند على يد الخطباء الأقل تعليمياً.

هناك بعض الأمثلة القليلة استخدم فيها أهل البيت عليهم السلام تعابير حادّة وحتى قاموا باللعن وفي هذا السياق تنسب إليهم أحاديث الكذب أو سوء الإستنتاج من الحديث.

وعلى سبيل المثال سنشير إلى حديثين عساها تكون تنبيهاً للبعض الذين يعتبرونأنفسهم شيعة:
وجدت في كتاب جبرئيل بن أحمد بخطه : حدثني محمد بن عيسي ، عن محمد بن الفضيل ، عن عبدالله بن عبدالرحمن ، عن الهيثم بن واقد ، عن ميمون بن عبدالله ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه والهمن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمي يهوديا ، وإن أدرك الدجال آمن به في قبره .
و في المفيد ، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور ، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي عن المعمر أبي الدنيا ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه واله يقولمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .


 

 




المستعمل تعليقات