حمولة ...

وصل الحديث إلى الإمام الحسين «ع». تكلم قليلاً حول الإمام الحسين «ع» ثم لم يستطع أن يتمالك نفسه وبدأ بقراءة العزاء للإمام الحسين«ع»   وللسيدة زينب«س»! وكم كانت عذبة قراءته! قرأ العزاء وكنا 30 طالب هناك، فسالت دموع الجميع وبدأو بالبكاء.

حجة الاسلام  علي اصغر كمالي

 

الماموستا الذي قرأ عزاء الحسين(ع)!

كنا حوالي 30 طالب سافرنا إلى كردستان. وصلنا إلى محضر ماموستا مجتهدي. إنه إمام جمعة سنندج ومن أعلام أهل السنة في كردستان. لكن نحن كنا طلبة عاديين. بسبب تقدّمه في العمر إضافة إلى العصا كان يحتاج إلى شخص يمسك به تحت إبطه ليتمكن من الوقوف قليلاً على قدميه. عندما دخلنا منزله وبالرغم من كل تلك الصعوبة التي يجدها في القيام والسير جاء شخصياً لاستقبالنا.

خجلنا كثيراص من كل هذا الإحترام وأنه جاء لاستقبالنا على تلك الحالة.أصرّينا عليه كثيراً لكي يجلس لكنه لم يقبل وكان يقول أنتم علماء و أنتم ضيوفي وينبغي أن أقوم باستقبالكم!

ثم بدأ بالحديث. وصل الحديث إلى الإمام الحسين «ع». تكلم قليلاً حول الإمام الحسين «ع» ثم لم يستطع أن يتمالك نفسه وبدأ بقراءة العزاء للإمام الحسين«ع»   وللسيدة زينب«س»! وكم كانت عذبة قراءته! قرأ العزاء وكنا 30 طالب هناك، فسالت دموع الجميع وبدأو بالبكاء.

ثم أخذنا إلى مكتبته الشخصية. كما قدّم لنا هدية. حتى أنه أعطى خاتمه لأحد الطلبة. بالمختصر بالرغم من تقدّمه في السن إلاّ أنه احترمنا غاية الإحترام.

لماذا أسمى ماموستا أهل السنة ابنه  «حسين» ؟ (تحميل)

في قم تعرضت للشتيمة وفي بلوشستان حظيت بالإحترام !

إن أهل السنة وخاصة أهل السنة في سيستان وبلوشستان بغض النظر عن الإختلافات الدينية يحترمون الملابس الدينية كثيراً. عندما يشاهدوك في ملابس الدين الشيعية فإنهم يحترمونك كثيراً، بينما لو رأوك بملابس عادية فقد لا يلتفتون إليك كثيراً !

كنا نظن أن لرجال الدين الشيعة احترام في قم وأنهم لا يحظون بالإحترام في المناطق السنية. بينما الأمر على العكس تماماً! وأنا ذهبت إلى مناطق مثل سوران و سراوران التي لا يوجد فيها شيعة في الأساس ليحترموننا بسبب الخوف من الشيعة.

ذات مرة كنت أسير معمماً في شارع سراوان عندما مرّ ثلاثة شبان على دراجة نارية وبمجرد أن رأوني رجعوا و ألقوا ثلاثتهم التحية ببالغ الإحترام. لم يحصل معي هذا الأمر في قم حتى الآن !

الطريف أننا لا نرى مثل هذه الاحداث في سيستان وبلوشستان بل نرى فقط أن شخصاً قُتل على يد الإرهابيين. وهذا غير منصف أبداً.

يجب أن يعبروا على دمنا حتى يصلوا إليك !   

كنت قد ذهبت مرة أخرى إلى سواران.  دعتني أسرة من اهل السنة إلى منزلها للعشاء. من لديهم معرفة بأهل السنة البلوش يعلمون كم هم متعصبون على أعراضهم و حسّاسون. الآن فتياتهم في مرحلة الدراسة الإعدادية يضعن الخمار. لا تجد في المنطقة ولو حالة واحدة بلا حجاب أو بحجاب غير كامل. إنهم حساسون تجاه المحرم وغير المحرم. عندما يطرقهم ضيف فإنهم يعتبرون إلقاء التحية عليها واستقبالها شيء سيء. بالمختصر لديهم تأكيد كبير على ذلك.

لكن الطريف أنه عندما دخلت إلى هذا المنزل جاءت سيدة المنزل لاستقبالي وحتى أنها جلست عدة دقائق احتراماً لي ورحبّت ثم ذهبت. كل هذا الإحترام كان مثيراُ بالنسبة لي إذ مع أنني رجل دين من مذهب آخر إلا أنها كسرت تقاليدها احتراماً لي.

ثم جاء مولوي من أقرباء تلك العائلة. كما قام باحترامي كثيراً. كان الأولاد يقولون تعال لنذهب إلى الجبل للتسلية. وأنا قبلت. ولكن هذا المولوي قال لي إلى أي مكان تريد أن تذهب فلا بد أن نكون معك فلربما ضايقك أحد أو كان هناك عدم أمن. فقلت أنني إلى الأن لم أشاهد أي عدم احترام أو انعدام أمن. قال صحيح، وإذا كان من المفترض أن تصل إليك يد أحد فعليه أولاً أن يعبر من فوق دمائنا! لكن للإحتياط الأفضل أن نذهب معك.

عندما رأيت كل تلك المحبة تحسّرت لأننا بعيدون كل تلك المسافة عن بعضنا. إن أحد أهم المشاكل بين الشيعة والسنة هي عدم التواصل فيما بيننا. لا الشيعي على علاقة بالسني ولا السني على علاقة بالشيعي. هذا يؤدي إلى بقائنا بعيدين عن بعضنا وأن نختلق أفكارا غريبة و عجيبة عنهم وهم أيضاً هكذا. إنّ نفس التواصل يزيل الكثير من سوء الفهم.

 

  

 




المستعمل تعليقات