حمولة ...

 

 

سألت مواطناً عادياً من القاهرة: «أين رأس الحسين؟» فقال «رأس سيدنا الحسين عليه السلام»! ثم أعطاني العنوان. فخجلت كثيراً أنا رجل الدين الشيعي قلت بمنتهى البساطة اسم الإمام الحسين «ع» بدون أن أذكر كلمة «سيد» وبدون «عليه السلام» وكما كان هذا السنّي الشافعي حسّاساً تجاه احترام الإمام الحسين «ع».

 

حجة الاسلام السيد محمد حسين نواب 

 

ليس الحسن، ولا الحسين، بل حسنين

ذات يوم ذهبت إلى عند شخص بالقرب من بندرعباس كان بائعاً ورجل دين شافعي في الوقت نفسه. فقال لي أنت تعلم أنني أنا سني وأنتم الشيعة مقيدون لا تشترون من عندنا! كما أنكم تعتبروننا أناساً سيئون  فلماذا تشترون منّا؟ قلت لا على العكس لأنك إنسان جيد فإنني أريد أن أشتري منك. بعد ذلك أصبحنا رفيقين فقال لي إنني أحب أهل البيت(ع) لدرجة أنني أسميت ولدي «حسنين» لأن قلبي لم يطاوعني أن أسمي حسن ولا حسين فأسميته حسنين ليشملهما كليهما! بعد ذلك قلت له أنني أحببت الشافعيين لدرجة عندما ذهبت إلى مصر قمت بزيارة قبر الشافعي. ثم سألته هل زرته أنت؟فقال لا. فقلت له إنني أحب الشافعي لدرجة أنني ترجمت له كتاباً. فتعجب كثيراً ولم يصدق أبداً بأن رجل دين شيعي يحب الشافعي إلى هذه الدرجة.

ما الذي حصل في مقبرة الشافعي؟ 

ثم ذكرت لرجل الدين السنّي هذا حادثة حصلت معي خلال زيارتي مرقد الشافعي. الشافعي مدفون بالقرب من قبر السيدة نفيسة وهي من أهل البيت(ع). على فكرة السيدة نفيسه مهمّة وعزيزة عند أهل القاهرة تماماً كالمعصومة بالنسبة لأهل قم. فالعرسان الجدد يأتون إلى مقامها لعقد القران، ويأخذون تابوت الميت إلى هناك . قلت عندما ذهبت صليت عند قبر الشافعي. ثم صعد خطيب إلى المنبر وكان يتحدث أنه عندما جاء الشافعي إلى مصر أخذ منزلاً بقرب منزل السيدة نفيسة. يقول الشافعي لم ارسل خادمي من أجل حاجة إلى منزل السيدة نفيسة إلا تحققت حاجتي قبل عودة الخادم إلى المنزل. يقول الشافعي لا أتذكر أنني طلبت من السيدة نفيسة الدعاء ولم يكن دعاؤها سبب إجابة حاجتي. عندما عرفت السيدة نفيسة أن الشافعي مشرف على الموت قالت له كيف هو الموت بالنسبة لك؟ فقال الشافعي إذا صلّت السيدة نفيسة عليّ فإن الموت سيكون أحلا من العسل.

عندما ذكرت هذه الحادثة لرجل الدين الشافعي امتلأت عيناه بالدموع وقال ليس فقط السيدة نفيسة بل كل شخص من أهل البيت(ع) مهما يكن له هذه المكانة والمنزلة. هذه المحبة والعشق لأهل البيت(ع) كانت مثيرة كثيرا بالنسبة لي.

 

ليس رأس الحسين، بل رأس سيدنا الحسين عليه السلام!

عندما ذهبت إلى مصر كنت أريد الذهاب إلى رأس الحسين. لم أكن أعرف العنوان.  سألت مواطناً عادياً من القاهرة: «أين رأس الحسين؟» فقال «رأس سيدنا الحسين عليه السلام»! ثم أعطاني العنوان. فخجلت كثيراً أنا رجل الدين الشيعي قلت بمنتهى البساطة اسم الإمام الحسين «ع» بدون أن أذكر كلمة «سيد» وبدون «عليه السلام» وكما كان هذا السنّي الشافعي حسّاساً تجاه احترام الإمام الحسين «ع».




المستعمل تعليقات