حمولة ...

لو لم تكن مراسم الحج موجودة فإنه مع كل هذه المؤامرات الموجودة ضد وحدة المسلمين فإنني أعتقد شخصياً أنه لما بقت إلى الآن أواصر الوحدة التي أوجدها الرسول الأكرم(ص) والمسلمين في صدر الإسلام بدماءهم و ببذل أرواحهم وأموالهم، والتي قام الإمام علي(ع) بالمحافظة عليها من خلال ثلاثين عام من الصمت والعيش متحملاً كل تلك الآلام في قلبه، وحماها الإمام المجتبى(ع) بقبوله عهداً غير منصف قامت ظروف الزمان في ذلك الوقت بفرضه عليه لحقن دماء المسلمين ومنع استمرار الحرب، كما تحمّل الأئمة سلام الله عليهم من الإمام السجاد(ع) حتى الإمام العسكري(ع) في سبيل ذلك الآلام والمشقة، كل ذلك لكان قد ذهب و زال.

 

 

 

الشهيد السيد محمد حسيني بهشتي

ليس لأي شيعي الحق بأي شكل من الأشكال بأن يتخذ أي موقف يزعزع أخوّته الدينية و تضامنه السياسي والإجتماعي والديني مع أخ مسلم من أهل السنة. لو لم تكن مراسم الحج موجودة فإنه مع كل هذه المؤامرات الموجودة ضد وحدة المسلمين فإنني أعتقد شخصياً أنه لما بقت إلى الآن أواصر الوحدة التي أوجدها الرسول الأكرم(ص) والمسلمين في صدر الإسلام بدماءهم و ببذل أرواحهم وأموالهم، والتي قام الإمام علي(ع) بالمحافظة عليها من خلال ثلاثين عام من الصمت والعيش متحملاً كل تلك الآلام في قلبه، وحماها الإمام المجتبى(ع) بقبوله عهداً غير منصف قامت ظروف الزمان في ذلك الوقت بفرضه عليه لحقن دماء المسلمين ومنع استمرار الحرب، كما تحمّل الأئمة سلام الله عليهم من الإمام السجاد(ع) حتى الإمام العسكري(ع) في سبيل ذلك الآلام والمشقة، كل ذلك لكان قد ذهب و زال. صحيح أنه تم ملأ ذهن السنّي بأن الشيعة لا يقبلون الله في الأساس. إنهم يقولون أن جبرائيل أخطأ إذ كان من المفترض أن ينزل على بيت علي(ع) لكنه أخطأ ونزل على بيت محمد(ص)، صحيح أنه تم الترويج بين الشيعة أنّ السنّة جميعا هم أعداء علي(ع) بينما معظم أهل السنة يحترمون علياً وباقي الأئمة(ع). صحيح أن هذه الدعايات المغرضة قد تركت أثرها ولكن في النهاية هناك سنوياً عشرة آلاف، عشرون ألف، ثلاثون ألف، أربعون ألف، مائة ألف شيعي من مختلف البلدان، ومائتي ألف، ثلاثمائة ألف، خمسمائة ألف، سبعمائة ألف، ثمانمائة ألف سنّي يجتمعون هنا فلو تأمّلوا قليلاً في حال بعضهم البعض وتحلّوا بالصبر قليلاً وسألوا عن أحوال بعضهم لفهموا أن كل ذلك كذب. على الأقل مازال هناك فرصة لمجتمع المسلمين مرة كل عام لاختبار الكذب.

إذا اعتبرنا أن هذه هي فائدة الحج فإنها فائدة كبيرة للغاية ولها أهمية كبيرة. لذلك أنا شخصياً وبناءاص على تلك الفرصة الكبرى أعتقد دائماً أن مراسم الحج يجب أن تقام كل عام بشكل أروع. وكما نرى إلى أي مدى قام الإمام علي(ع) بالتأكيد في وصيته للإمام المجتبى(ع) لأبنائه و أهل بيته: « الله الله في بيت ربّكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم ، فإنّه إن تُرِك لم تناظروا ، وأدنى ما يرجع به من أَمَّهُ أن يغفر له ما سلف.» لأنه بقدر ما يضعف الحج فإن الخندق يصبح كبيراً. هذا الخندق لا ينبغي أن يبق خالياً بأي شكل من الأشكال. إن الإستفادة التي نجنيها من الحج قد تصل إلى عشرين بالمائة بحسب الأعوام المختلفة والظروف المختلفة و زيارات الحج المختلفة فإنه يقترب من «حج الإسلام» ويجب أن نسعى لإعادة الثمانين بالمائة وحتى التسعون بالمائة التي خسرناها منه إلى مكانها.

الحفاظ على التوحيد هو الهدف من مناسك الحج

هذا الأمر هو أساس الحج، لننظر كيف تتم مراعاة هذا الأصل في مراسم الحج وأنّ جميع أعمال الحج تصبّ في خدمة هذا الفكر المحوري و أن ننظر من أين نبدأ. سنبدأ من تلك الجهة التي أشرنا إليها سابقاً.

إذا كان الله واحداً فإن مجتمع المؤمنين هو واحد أيضاً ولا يمكن تقسيم مجتمع المؤمنين إلى قسمين إلا إذا أصبح الله اثنين. لأن الله واحد فإن مجتمع المؤمنين يجب أن يكون واحداً. إنّ عامل اجتماعي سنوياً يمكن أن يقدّم مساعدة مهمة لتحقيق هذا الهدف. إذا أردنا ان نختار مكاناً لاجتماع المؤمنين سنوياً فأي مكان أفضل من بيت بسيط بناه اثنان من المؤمنين المخلصين؟ إن السفر من نقطة إلى نقطة أخرى يمكن أن يكون عاملاً لحماية وحدة مجتمع المؤمنين وأن يصبّ في سياق خدمت هدف عبادة الله و توحيدهز لذلك أقول للمسلمين أن يأتوا من كلّ فج عميق وأن يذكروا الله ويتحركوا باسمه من بيته ليجتمعوا في يوم معين، اجتماعاً كبير و طاهر، طاهر من كافة الآصار، وهو مكون منكم أيها المؤمنون (لِيَشهَدوا مَنافِعَ لَهُم) منافع مادية دنيوية و منافع أخروية ينظرونها نظر العين. لقد أشرت سابقاً إلى نقطة من هذا الإجتماع والآن أشير إلى نقطة أو نقطتين. النقطة التي أشير إليها سابقاً هي أن اجتماع الحج الحالي هو احد العوامل المؤثرة في إبطال (بالطبع نسبي) المؤامرات المحاكة للتفريق بين المسلمين والجهود التي تبذل تحت عناوين مختلفة كالمذهب من أجل ضرب وحدة المجتمع الإسلامي. لو لم يكن اجتماع الحج موجود سنوياً فإنني واصق (وهذه الثقة بناءاً على الدراسات التي قمت بها) فإن تلك النسبة المئوية الضعيفة من التضامن الموجودة اليوم بين مختلف المسلمين من مختلف المذاهب ما كانت موجودة اليوم أو كانت أضعف بكثير لأن الحج يجب ان يوضع في خدمة حماية وحدة الأمة الإسلامية. لماذا وحدة الأمة الإسلامية؟ لأنه إذا كان الله واحد فإن أمّة الموحدين واحدة أيضاً وعندما يكون هناك مسلم شيعي في رأسه آلاف الدعايات المناهضة للمسلمين السنة قد دخلت عليه خلال حياته فإنه يذهب إلى هناك و يرى أن ما يقولونه عن أن جميع أهل السنة هم أعداء علي(ع) ما هو إلا مجرد كذب محض. فسيرى أن هناك المئات من أهل السنة يحبون علي(ع) وأن ما يقولونه من أن جميع السنة هم أعداء فاطمة الزهراء(س) هو كذب محض. إنه سيرى المئات من أهل السنة يقفون هناك و يعربون عن احترامهم حتى بالنسبة لأئمة البقيع(س). عندها سيفهم كم كان مخدوعاً كما ان ذلك السني الذي ألقوا على مسامعه أن الشيعة لديهم دين آخر، قبلة أخرى مع صلاة اخرى، يرى أن الشيعي قد جاء مثله و وقف إلى نفس القبلة يصلّي. يؤدون نفس مناسك الحج- صحيح أن بينهما اختلاف في الفتوى في عدة مواضع لكن أهل السنة أنفسهم يوجد بينهم اختلاف في الفتوى- سيفهم أنّ ما زرعوه في عقله من أنّ الشيعة كفار وبلا دين ماهو إلا كذب (لِيَشهَدوُا) ولأنه يرى ذلك فإن الدعايات المغرضة لا تعود تؤثر عليه بتلك السهولة.

 

 




المستعمل تعليقات