حمولة ...

لقد واجه الامام العظيم محمد رضا بهلوي الذي كان في الظاهر شيعيا , مثلما

واجه صدام حسين الذي كان في الظاهر سنيا. طبعا, لم يكن ذلك شيعيا و لا هذا

سنيا, كلاهما كان غريبا عن الاسلام, لكن ظاهر هذا سني و ظاهر ذلك شيعي.

تبتني خطة هذا العدو في هذه المنطقة على ركنين أساسيين, طبعا توجد أركان

كثيرة لكن الأصل يتمثل في هذين الركنين: أحدهما هو ايجاد الاختلاف, و الثاني

عبارة عن النفوذ. هذا هو أساس خطة العدو في هذه المنطقة:

ايجاد الاختلاف, الاختلاف بين الدول ثم الاختلاف بين الشعوب الذي يعد أخطر

من الاختلاف بين الدول. الاختلاف بين الشعوب يعني أن تملأ قلوب الشعوب

قيحا تجاه بعضها البعض و أن تولد التعصب بعناوين مختلفة: كالقومية الايرانية

و القومية العربية و القومية التركية في السابق, و التسنن و التشيع و التكفير

حاليا, بكل عنوان يستطيعون أن يحدثوا بواسطته الاختلاف. هذا المجال من

صنيعتهم و هم الآن يعملون عليه بجدية كبيرة.

طبعا, البريطانيون كانوا متخصصون في العمل في هذا المجال, عندهم تخصص

في ايجاد الاختلاف المذهبي, الأمريكيون أيضا تعلموا منهم و هم يعملون الآن

بكل قدرتهم.

كل هذه المجموعات التكفيرية التي ترونها هي صنيعة يدهم, لقد قلنا هذا الكلام

قبل سنوات لكن البعض ترددوا في تصديق ذلك, لكن اليوم الأمركيون أنفسهم

يعترفون بذلك, يعترفون بأنهم أوجدوا داعش, يعترفون بأنهم أوجدوا جبهة

النصرة, لقد أوجدوا التكفيريين و صنعوهم بأنفسهم, و بعض المسلمين السذج

رغم صدقهم انخدعوا و انطلت عليهم حيلتهم, هذا هو المهم.

ان في هذه الأمر لعبرة كبيرة و يجب علينا أن نعتبر منها , و هي أن الانسان ذو

النية الصادقة قد يعمل في نفس سياق مخطط العدو بسبب عدم البصيرة, و قد

حصل ذلك فعلا.

أبرز مثال على ذلك قضية سوريا, عندما سقطت بعض الحكومات الطاغوتية في

تونس و مصر بواسطة الشعارات الاسلامية, مباشرة أراد الأمريكيون و الأيادي

الاسرائيلية أن يستفيدوا من نفس هذه الوصفة من أجل أسقاط الدول المقاومة و

تدمير بلدانها, لأجل ذلك توجهوا الى سوريا. بعض المسلمين السذج و عديمي

البصيرة كانوا شركاء في في تنفيذ هذا المخطط. لقد أوصلوا سوريا الى ما ترونه

الآن, أدخلوا بلدا كاملا منذ أربع الى خمس سنوات في دوامة من الصراعات و

الحروب غير معلوم متى يخرج منها. كان هذا من فعل العدو و بمساعدة السذج

من المسلمين الذي جعلوا مخططاته واقعا معاشا, و هذا ما يحدث كثيرا.

هم الذين صنعوا الجماعات التكفيرية, صنعوا تلك الجماعات المتهتكة و المعتدية

و المتجبرة و أطلقوها على الأمة الاسلامية تفعل بها ما يحلو لها, و هم الآن

يصبغون هذه الحرب القذرة باللون المذهبي.

أنا أقول لكم أن كل ما تشاهدونه اليوم من صراعات في العراق و سوريا و

غيرها من البلدان و التي يسعى البعض لوصفها بالمذهبية ليست بمذهبية بتاتا, انه

صراع سياسي. الحرب في اليمن حرب سياسية و ليست حربا مذهبية, يكذبون اذ

يقولون أن الموضوع موضوع شيعة و سنة بينما هو ليس كذلك بتاتا. بعض الذين  

يفقدون أولادهم و نسائهم  و رضعهم و مستشفياتهم و مدارسهم هم من الشافعيين

و البعض الآخر من الزيديين, ليس الموضوع موضوع شيعة وسنة, الصراع

صراع سياسي, صراع السياسات.

لقد أوجدوا اليوم في منطقتنا وضعا مثل هذا الوضع, أوجدوا الاختلافات, يجب

السعي الجدي لإزالة هذه الاختلافات. لقد قلنا صراحة و علنا و للجميع أننا نمد يد

الصداقة لكل الدول الاسلامية في المنطقة, ليس لنا مشكل مع الدول المسلمة.

طبعا, علاقتنا مع كثير من جيراننا يعني أغلب جيراننا هي علاقات صداقة و

أخوة. في الشمال, في الجنوب, في الغرب, في الشرق, البلدان المحيطة

بالجمهورية الاسلامية في ايران علاقتهم معنا جيدة. طبعا, البعض يخالفوننا و

يصرون على ذلك و يتصرفون معنا بخبث, هذا واقع طبعا لكن من جهتنا الأصل

هو العلاقات الجيدة مع الجيران و خاصة الشعوب. علاقة بلدنا مع الشعوب

علاقة جيدة.

طبعا, عقيدتنا هي الالتزام بالمباديء و الأسس, نحن نقول أن المباديء يجب أن

تحفظ, الامام العظيم ببركة الالتزام بالمباديء استطاع أن ينجح الثورة و يحفظها

و يضفي على الجمهورية الاسلامية الثبات, لقد كان ملتزما بالمباديء.

أحد تلك المباديء يتمثل في * أشداء على الكفار رحماء بينهم *-3-, لا سلم و لا

هوادة لنا مع الاستكبار, و لا ننوي العدواة لاخوتنا المسلمين, نحن ننوي لهم

الرفقة و الصداقة و الأخوة, لأننا نعتقد أنه يجب علينا أن نكون *أشداء على

الكفار رحماء بينهم*, هذا درس الامام العظيم لنا و هو التوجه البين للجمهورية

الاسلامية. نحن اذ ندافع عن المظلوم لا ننظر الى مذهبه و لم ننظر, هذا هو خط

الامام العظيم. الامام سلك نفس السلوك الذي سلكه تجاه المقاومة الشيعية في لبنان

مع المقاومة السنية في فلسطين, و بلا أدنى اختلاف. لقد دافعنا عن اخوتنا في

غزة بنفس الدرجة التي دافعنا بها عن اخوتنا في لبنان بدون أي تمييز, أولئك

كانوا من الشيعة و هؤلاء كانوا من السنة.

المسئلة بالنسبة الينا هي مسئلة الحفاظ عن الهوية الاسلامية و الدفاع عن

المظلومين, انها مسألة فلسطين. مسئلة فلسطين اليوم هي على رأس كل قضايا

مسلمي منطقتنا, و هي بالنسبة لنا مسألة أساسية, و لا نميز في سبيل ذلك ما بين

أعدائنا . لقد واجه الامام العظيم محمد رضا بهلوي الذي كان في الظاهر شيعيا ,

مثلما واجه صدام حسين الذي كان في الظاهر سنيا. طبعا, لم يكن ذلك شيعيا و لا

هذا سنيا, كلاهما كان غريبا عن الاسلام, لكن ظاهر هذا سني و ظاهر ذلك شيعي.

لقد واجه الامام كليهما بنفس الشدة, ليست المسألة مسألة شيعة وسنة و مذهب و

ما الى ذلك من المسائل, المسألة مسألة مباديء الاسلام:* كونوا للظالم خصما و

للمظلوم عونا * هذا قانون الاسلام, هذا طريقنا, هذا خطنا.

 تقوية الاختلافات في العالم الاسلامي ممنوعة, نحن نخالف التصرفات التي

تصدر عن بعض المجموعات الشيعية و التي تبعث على الاختلاف, لقد قلنا

بصراحة أننا نخالف اهانة مقدسات أهل السنة.

مجموعة من هنا و مجموعة من هناك يؤججون نار العداوة, و كثير منهم نيتهم

حسنة و لكنهم عديمي البصيرة. البصيرة لازمة, يجب ملاحظة خطة العدو و

معرفتها, خطة العدو بالدرجة الأولى هي ايجاد الاختلاف.

قائد الثورة الاسلامية في 26-05-1394




المستعمل تعليقات