حمولة ...

الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام لأهل السنة في المناطق الحدودية تترافق دائماً بالعمليات الإرهابية و العنف وانعدام الأمن وهذا الأمر يعكس لاإرادياً في العقل الباطن «ثقافة الخلاف» لدى أهل السنة في أذهان جمهور الشيعة. بينما يشكل سكان المناطق الحدودية من أهل السنة الخط الأول لمحاربة الإرهاب. منذ سنوات يقال أنهم يقومون بعمليات قتل على الحدود الشرقية و الغربية؛ لكن إلى الآن لم يقال أن العديد من القتلى هم من أهل السنّة. محمد صمصامي

شكّلت حكومة آل سعود بدعم دولارات النفط الضخمة شبكة واسعة من وسائل الإعلام على مستوى

العالم الإسلامي حيث تحاول من خلال ضخ عقائدها الدينية الخاصة جرّ عامة الناس في العالم الإسلامي

إلى سياساتها. وسائل إعلام أقدامها في إيران ولديها جمهور منفتح عليها أيضاً. وسائل إعلام باللغة

الفارسية تقوم بالدعوة إلى عقائد شبيهة بالوهابية في محاولة منها لخلق اختلاف بين أهل السنّة في إيران

و بين الناس والحكومة الإيرانية. وفي هذا السياق يتبادر سؤال هام وهو مالذي يجب فعله كيلا يحصل

الإختلاف الذي يرمي إليه الأعداء، وعلى العكس يمكن خلق تقارب ديني بين الشيعة والسنة في البلاد

وتعزيز ذلك التقارب لكي لا يصيب إيران الإسلامية لا سمح الله ما أصاب سورية والعراق؟ هل

استطاعت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ملء الفراغ الإعلامي لدى أهل السنّة لكي لا تستطيع

القنوات الوهابية التوغّل عن هذا الطريق؟ هل تم الإستجابة للمطالب المشروعة لأهل السنة كيلا تستطيع

القنوات الوهابية أخذ العون منهم بهذه الذريعة؟ أين يكمن ضعفنا بحيث استطاعت الحركة الإعلامية

السعودية النجاح في اجتذاب بعض الجمهور الإيراني. سنشير باختصار في هذه السطور إلى عدة

انتقادات في تعامل وسائل الإعلام مع أهل السنّة.

 

إن الصراع بين الشيعة وأهل السنّة عبارة عن حالة يشعر فيها كل من الطرفين بأن مصالحهم يتم

تجاهلها من قبل الطرف الآخر أو أنها معرضة للتهديد لذلك ينهضون لمواجهة ذلك التهديد. تظهر هذه

القضية في الواقع الإعلامي من خلال إظهار أهل السنّة الذين تشيّعوا. في الحقيقة إن عرض المتشيعين

على وسائل الإعلام الوطنية ليس سوى تأجيج لمشاعر أهل السنّة؛ وبهذا العمل يرى أهل السنة أنّ

عقائدهم تتعرض للتهديد، لذلك يبدأون بالسعي من أجل العثور على هويتهم الدينية. مثلاً لنفرض أنّ هذا

الأمر قد حصل لعدة أشخاص من الشيعة الذين أصبحوا سنّة على التلفزيون الحكومي لباكستان، أفلن

يعتبر كل شيعي يسمع هذا الخبر حتى لو كان يبعد عدة كيلومترات عن باكستان أنّ  هذا العمل غير

واقعي ولن يعتبره سوى محاولة من قبل الأعداء لمهاجمة عقائدهم و سيبذل كلّ ما بوسعه من أجل

مواجهة مذهب أهل السنّة بهدف التصدّي لالتحاق أبناء مذهبهم بالمذهب المقابل! من الطبيعي أن يثير

في الواقع يمكن القول أنّ وجود «التيارات الإعلامية» التي تقرع دائماً على طبل «التخويف من السنّة»

هي إحدى أسباب إيجاد الإنسجام لدى أهل السنّة في إيران و تعزيز شعورهم بأنهم معارضة وأقلية،

وبعض الأعمال من أجل تشييع أهل السنة و كذلك الإنعكاس العلني والإعلامي لتلك الأعمال يثير

«الخوف الديني» و «البحث عن الهوية الدينية» لدى أهل السنة. كما أن النشاطات التي تتم بهدف

إرشاد أهل السنة والإجابة على الشبهات أو التطرف في نقد مواضيع أهل السنّة باسم التعرّف على

الوهابية في مؤسسة الإذاعة و التلفزيون و بعض المحطات الفضائية أيضاً هو من الأعمال الأخرى التي

«الخوف» من تغيير الهوية ردّات فعل شديدة وأن ينتج التطرّف الديني.

تؤثّر في ذلك التحوّل.           

وسائل الإعلام العامة

إذا لم يتم تأمين الأدلة التي يحصل عليها الناس من وسيلة إعلامية بسهولة فإنه من الممكن تأمينها

بواسطة النشاطات و المنتجات البديلة. على سبيل المثال إذا لم يتم تأمين حاجة الإطّلاع على الأخبار

والقضايا العقائدية مثل بث الأذان و معرفة الأحكام الفقهية و...لأهل السنّة، أو تم تأمينها بشكل ناقص-

مثل بثّ الأذان في كردستان- أفلا يتصور أن وسائل إعلام أخرى ستحلّ مكان ذلك؟ مع نمو و تطور

التلفزيونات الإنترنيتية و تطبيقات الجوّال، أليس خطيراً أن تحلّ تلك القنوات مكان وسائل الإعلام

الوطنية؟ للأسف لقد حصل هذا و تمّ ملء الفراغ الإعلامي لأهل السنّة في إيران بواسطة القنوات

الفضائية التي تتبع السياسات الدينية للدول الرجعية في المنطقة.

وسائل الإعلام الوطنية بالمعنى الحقيقي

إنّ علم الإجتماع يقول لنا أنه لا يمكن فصل المجتمع الشعبي بكل اختلافاته- من الناحية العرقية و

الدينية- عن بعضه البعض. لذلك إذا اتّجهت مجموعة من المجتمع نحو جهة خاصة فليس بعيداً عن

الذهن أن يسري ذلك الخطر إلى المجتمع بأكمله. فمثلاً الخطر الهام الذي يهدد المجتمع بسبب استخدام

الأقمار الصناعية هو علمنة مختلف مجالات المجتمع. لذلك إذا انجذب قسم من المجتمع بسبب انعدام

البرامج المناسبة إلى البرامج الفضائية فليس هناك ضمان أن لا يبتلى القسم الآخر من المجتمع بمثل هذه

المشكلة. في الوقت الحالي يمكن القول أن معظم أهل السنة في إيران يتابعون تلك القنوات الفضائية.

أصبح الوصول إلى التلفاز اليوم متاحاً للجميع. من القرى الحدودية لسيستان وبلوشستان التي تعاني من

إحدى استخدامات وسائل الإعلام من وجهة نظر هارولد لاسول وهو أحد المفكرين في هذا المجال

تقريب الشخص في نظام تم تعيينه مسبقاً من قيم و معتقدات ومدونات السلوك الإجتماعي. وبرأي نوام

تشومسكي فإن هذه المهمة الثالثة هي في الحقيقة من أكثر وظائف وسائل الإعلام  أهمية حيث قامت

وسائل الإعلام من أجل تحقيق تلك المهمة بخلق بربوغندا منظمة يتم تقديمها بطريقة غير مباشرة و

بشكل معقّد للغاية. في النتيجة فإن وسائل الإعلام هذه يمكن أن تجعل الأشخاص في مجتمع ما

يتماشون في سياق تلك الأهداف. فتزيل التهديدات و تبعث الفرص. لو كانت الثورة الإسلامية الإيرانية

تمتلك استراتيجية وفكر خاص حول أهل السنة؛ لكان بإمكان وسائل الإعلام تلك أن تخلق هوية جماعية

وسائل الإعلام أداة لإيجاد التقارب في المجتمع

أبسط أمور الحياة  حتى سكان العاصمة الغارقون في أنواع الوسائل الإلكترونية.

في سياق أهداف المجتمع.

هل ينبغي على وسائل الإعلام الوطنية أن تتخذ مواقف مثل الحكومة تجاه أهل السنّة؟ نشاهد أنّ وسائل

الإعلام الوطنية قد دخلت في الكثير من المجالات التي تعتبر من ضمن الخطوط الحمراء للحكومة

والأجهزة الرسمية للنظام. وهذه ميزة هياكل وسائل الإعلام. في الحقيقة يمكن القول أن من أكثر بنى

النظام غير رسمية هي مؤسسة الإذاعة والتلفاز. لذلك وعلى الرغم من أن الحكومة معذورة في تعاملها

مع أهل السنة إلا أنّ وسائل الإعلام يمكن أن تعمل في نطاق أوسع.

مراكز المحافظات

 

 

تعتبر مراكز المحافظات من مصادى الإستراتيجية الإعلامية. في الحقيقة من فلسفة وجود قنوات

المحافظات هو التطرق لمقتضيات المحافظة الخاصة. يجب أن لا يتم إنتاج مضمون قنوات المحافظات

بنفس نوعية مضمون القنوات الوطنية واستراتيجيتها. بالطبع لقد اتّبعت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هذا

النهج لكنها اهتمت أكثر بالمتطلبات العرقية؛ بينما الأهم من المتطلبات العرقية والإثنية هو الدين

والمذهب. في الوقت الحالي لا تُبث أحكام و عقائد أهل السنة في التلفاز وحتى أنه لا يوجد الجرأة

للتطرق لهذا الموضوع. في مثل هذه الظروف أليست الاجواء مهيّئة لاستقبال القنوات التي يتم تمويلها

من الخارج؟!

وسائل الإعلام واجهة النظام

يعتبر جمهور الإذاعة والتلفزيون بشكل عام أنّ  وسائل الإعلام الوطنية هي واحدة من واجهات النظام.  

إنّ فشل وسائل الإعلام الوطنية في سياساتها في التعامل مع أهل السنة بمعنى فشل النظام في جميع

أحد الإنتقادات الأساسية والمحقّة لأهل السنة نحو وسائل الإعلام الوطنية هو التصوير غير الصحيح

لأهل السنة الفعليين في البلاد. الصورة التي ترسمها وسائل الإعلام لأهل السنة في المناطق الحدودية

تترافق دائماً بالعمليات الإرهابية و العنف وانعدام الأمن وهذا الأمر يعكس لاإرادياً في العقل الباطن

«ثقافة الخلاف» لدى أهل السنة في أذهان جمهور الشيعة. بينما يشكل سكان المناطق الحدودية من أهل

السنة الخط الأول لمحاربة الإرهاب. منذ سنوات يقال أنهم يقومون بعمليات قتل على الحدود الشرقية و

الغربية؛ لكن إلى الآن لم يقال أن العديد من القتلى هم من أهل السنّة. لقد استهدف الإرهابيون أعلام أهل

لقد وضعت وسائل الإعلام الوطنية كامل ثقلها لمواجهة عبد المالك ريكي وهذا صحيح في مكانه. لكنّ

ذلك له تبعات كثيرة. حيث لم يتم تشويه صورة عبدالمالك بل صورة قوم باسم ريكي. قوم قدّموا مئات

الشهداء في فترة الدفاع المقدس وبعد ذلك للثورة الإسلامية. بالطبع لم يحدث هذا الأمر أبداً لأي أرمني

أو مسيحي! لأنّ وسائل الإعلام لم تخلق لديهم الشعور بأنهم أقلية إلّا أنّ وسائل الإعلام قد خلقت هذا

ربما لو أردنا أن نتصور نموذجاً كاملاص لوسيلة إعلامية تكون بمستوى الثورة الإسلامية وتؤدي إلى

تصدير الثورة إلى أبعد نقاط العالم، فمن الممكن اقتراح وسيلة إعلامية تتمحور على العدل. وسيلة

مجالات التعامل مع أهل السنة لدى عامة الناس في مجتمع أهل السنة.

السنّة مثل الشهيد ماموستا شيخ السلام و ماموستا برهان عالي و...

الشعور لدى أهل السنّة وفاقمته في بعض الأحيان.

إعلامية تلبّي متطلبات البيئة لذلك لا تظلم أو تجحف بحق أية مجموعة عرقية أو فئة.




المستعمل تعليقات