حمولة ...

يقول مدير ومسؤول الحوزة العلمية وإمام جمعة دهستان قازنقايه: قبل 15 عام أصابني ألم في عيوني والتهبت عيوني بشدّة. أصبح نظري ضعيف للغاية؛ فطلبت حاجتي من الإمام الرضا(ع) باكياً مستسلماً. فتحقق طلبي وشفيت عيوني.

بالتأكيد التقى أهل مشهد في حرم الإمام الرضا(ع) بأهل السنة التركمان. إنّ محبة أهل البيت(ع) وخاصة الإمام الرضا(ع) مشهورة بين أهل السنة التركمان. إنّ محبتهم وعشقهم لثامن الحجج لا يقلّ عن محبة الشيعة له كما أن زيارته من ضمن برامج الحياة الثابتة لهؤلاء الناس المحبين في محافظة كلستان. كذلك فإن كرم الإمام الرؤوف لم يجعلهم يعودون خاليي الوفاض، تماماً كما حصل مع رجل الدين الذي سيروي لنا في هذا الحوار قصة شفاء عينه بواسطة الإمام الرضا(ع).

وفيما يلي نضع بين أيديكم اللقاء الذي أجريناه مع رجل الدين السنّي آخوند قزل من محافظة كلستان:

 لو تسمح و تعرفنا بنفسك وما هي النشاطات التي تقوم بها؟

أنا ناصر محمد آخوند قزل من محافظة كلستان. مدير و مسؤول الحوزة العلمية وإمام جمعة دهستان قازنقاية. كما أنني أقوم بتدريس الأصول، الفقه، التفسير والحديث. وخارج الحوزة العلمية أيضاً لديّ كل ليلة أحد درس تفسير مقارن للقرآن للأخوة الذين يأتون من المناطق المجاورة إلى هنا كما أنني أقوم بمهامي لخدمة أهالي هذه المنطقة.

 ما هي منزلة ومكانة الإمام الرضا(ع) لدى أهل السنة التركمان ؟

من النعم التي أفاضها الله علينا نحن الإيرانيون هي الوجود المقدس للإمام الرضا(ع) حيث يوجد في محافظة خراسان الرضوية بمثابة مركز نور وبركة. إنه له مكانة رفيعة بين أهل السنّة و بما أنه ابن رسول الله (ص) وله مكانة روحية سامية فإن أحاديث كثيرة موجودة عنه في الكتب وجميعها صحيح و موثق.

بالطبع هناك البعض مثل ابن تيميه ومن يتبعون أفكاره يضعّفون أحاديث الإمام الرضا(ع) إلا أنّ معظم أهل السنة يعتبرون أن أحاديثه و كلامه مثل كلام رسول الله(ص). إن المحبة التي يكنّها أهل السنة للإمام الرضا(ع) تتجلى في تسميتهم لأبناءهم باسم رضا، عليرضا، محمد رضا والتي كانت موجودة طوال التاريخ بين التركمان وهي تدل على انهم يحبون الإمام(ع) من صميم قلبهم و أعماق وجودهم. كما ان هذه المحبة واضحة ومثيرة للإهتمام في قصائد شعراء التركمان الكبار مثل مختوم قلي.

كيف هي زيارة الإمام الرضا «ع» من منظور أهل السنّة؟

إن زيارة جميع أهل القبور مستحبة في الشريعة الإسلامية المقدسة ولكنّ زيارة الإمام الرضا(ع) الذي هو مصدر النور والروحية أكثر من مستحبة حيث تصل إلى درجة الفرض والواجب. كما أن وجوبها بسبب أنننا بحاجة من أجل جلاء قلبنا و صفاء روحنا للإستفادة من نور و روحية الإمام الرضا(ع) لنستطيع بجلاء القلب هذا أن نصل إلى الحقائق ونرى مالم نكن نراه سابقاً و نصل إلى مالم نصل إليه.

 ما هي آداب أهل السنّة التركمان  أثناء زيارة الإمام الرضا(ع)؟  

إننا نذهب لزيارة الإمام الرضا(ع)، فندخل الحرم بآداب و احترام وفي البداية نلقي السلام والتحية للإمام(ع). ثم نقرأ الفاتحة و سورة الملك و يس و نهديها لروحه العظيمة. بعد ذلك نقرأ الأدعية قرب ضريح الرضا(ع) ثن نخاطب الإمام على أنه ابن رسول الله و مقرّب من الحضرة الإلهية و واسطة لقبول الدعاء ونتوسل به. ثم نصلي ركعتين و نهدي ثوابها للإمام الرضا(ع).

ذات مرة تشرّفت مع أستاذي الكبير يار محمد آخوند نظري الذي كان رجلاً كبيراٌ و مرشداً لجميع تركمان المنطقة بزيارة الإمام الرضا(ع). كان بالقرب من الضريح منهمكاٌ بالدعاء و بعد أن انتهد من الچعاط قلت له: برأيك كيف هي الأنوار والفيوضات التي تدخل الآن إلى هذا المرقد؟ (لأننا نعتقد أنّ باطنه منور و يرى هذه الأشياء) فقال: إذا أخذت كل إيران بعين الإعتبار النور النازل هنا فإنه أكثر من النور في جميع أنحاء إيران.

 

 هل سماحتكم تأتي لزيارة الإمام الرضا(ع) في الأيام والمناسبات الخاصة؟

نحن لا نعتبر أن زيارة الإمام الرضا(ع) تقتصر على أيام خاصة و في كل وقت نستطيع فيه نذهب إلى زيارة الإمام الرضا(ع). لكن عادة في منطقتنا وقبل أن يتشرف الناس بالذهاب إلى مكة والمدينة فإنهم يذهبون لزيارة الإمام الرضا(ع). مثلاً عندما أراد والدي السفر إلى مكة قال يجب أن أذهب لزيارة الإمام الرضا(ع) قبل ذهابي إلى مكة. فقلت له ما الحاجة لأن تقطع الآن كل تلك المسافة إلى مشهد؟ فهناك أيضاً يوجد أبناء أئمة و بإمكانك زيارتهم.

فقال لي: إذا ذهبت إلى زيارة رسول الله(ص) و قال لي هل زرت ولدي أم لا؟ و لم أستطع أن أوصل سلام الإمام الرضا(ع) إلى جده فإنني سأخجل كثيراً! لذلك يجب أن أذهب لزيارة الإمام الرضا(ع) لأتمكن من إيصال سلامه إلى جدّه.

 كذلك يوجد هنا أشخاص عندما يتزوجون فإن أول سفر يقومون به هو السفر إلى مشهد و زيارة الإمام الرضا(ع).

 هل تطلب الحاجة والشفاء من الإمام الرضا(ع)؟ وهل نلت حاجة حتى الآن من الإمام الرضا(ع)؟

نعم! قبل 15 عام أصابني ألم في عيوني و التهبت بشدة. أصبح نظري خفيف لللغاية و أثناء إعطاء الدروس و بقية الأمور كنت أواجه مشاكل. ذهبت إلى طبيب أخصائي في مشهد من أجل العلاج لكنه قال أنّ سبب الألم غير معلوم و هناك خوف من تفاقمه بشكل كبير. ثم أعطاني دواء و طلب مني استعماله، فقد يزول الإلتهاب وقد لا يزول! في هذه الأثناء انتابني حزن و غمّ كبيرَين لأن شعور العمى كان صعب عليّ كثيراً ولا يمكن تحمّله، فالعمى شيء مؤلم للغاية. بهذه الحالة من الحزن و الخوف والإضطراب والعجز ذهبت لزيارة الإمام الرضا(ع)وقلت: يا إمام رضا(ع) جميع الأبواب مسدودة في وجهي وأنا أطلب منك الشفاء لأنّ الأطباء يقولون أننني سأصبح أعمى! طلبت حاجتي من الإمام الرضا(ع) باكياً متوسلاً...قبل الزيارة كانت عيوني ضعيفة جداً لدرجة أنني لم أكن أميّز جيداً الأشخاص الذين يصافحونني، لكن بعد الزيارة و عندما كنت أعود كان وضع عيوني يتحسن رويداً رويداً لدرجة أنني عندما كنت قد وصلت إلى  بجنورد كنت أستطيع أن أقرأ أرقام السياراات وبهذه الطريقة تحسّنت بشكل كامل دون مراجعة الطبيب و دون أخذ الدواء الحمدلله.

عندما أزور الإمام الرضا(ع) وأطلب حاجتي منه أجعله وسيلة اتصال بيني و بين الله و أقول يا إمام رضا(ع) أنت أحب شخص إلى الله و رسول الله(ص)  مقرّب من الحضرة الإلهية. أطلب منك أن تطلب حاجتي من الله لتشملني عنايته بواسطتك.

 

برأي سماحتكم كيف يمكن للإمام الرضا(ع) أن يكون محور للوحدة و التقريب بين المذاهب الإسلامية؟

الإمام الرضا(ع) من أهل بيت الرسول(ص) كما أنه موجود في بلد فيها الشيعة وفيها السنة وهو محبوب من الشيعة و محبوب من السنّة أيضاً. لهذا السبب يمكن أن يكون محوراً لنتحد كلينا حول هذا المحور  بمحبة و أخوّة تجاه بعضنا البعض لأن محبوبنا واحد. عندما توجد هذه المحبة بيننا يحصل التقريب. كما انه بإلقاء نظرة على سيرته العملية و التمسك بها يمكننا أن نعيش إلى جانب بعضنا بأخوة و محبة و وحدة.

كلمة أخيرة؟

إنني أطلب من جميع الشعب الإيراني الذي هو اليوم مثال و أسوة للوحدة بين مختلف الفرق الإسلامية أن نحافظ على هذه الوحدة في ظل و توجيهات القيادة الحكيمة للثورة الإسلامية حيث قام بتأسيس هذه الوحدة بشكل أبوي حتى أنه في سياق إيجادها قام في بعض الآحيان بتوبيخ بعض الشيعة ومعاقبتهم. يجب أن نكون مثالاً لجميع الدول الإسلامية حيث استطعنا بشكل عملي أن نعيش بقرب بعضنا بشكل اخوي و بمحبة دون أية مشكلة ليحلّ الأمن والإستقرار والعدل في بلادنا.

 




المستعمل تعليقات