حمولة ...

إن أعداء الشيعة ليسوا فقط غير مستائين من الشتم بل إنه تنزل كالماء الزلال على قلوبهم! إنهم يعلمون جيداً أنه من أجل عزل الشيعة و تهميش معارف أهل البيت عليهم السلام وقتل الشيعة، فإن أفضل ذريعة هي الشتائم. لقد كان أهل البيت(ع) بدل شتم مقدسات أهل السنة يجذبونهم إلى ناحيتهم عن طريق سلوكهم اللطيف المترافق بالتسامح و بهذه الطريقة كانوا يعرضون عليهم معارفهم السامية.

لم تكن جريمة الشيعة أبداً ولاية علي(ع)!

منذ القديم حتى الآن كان أصحاب السلطة وأعداء الدين اللدودين يستخدمون حيلة اتّهام الشيعة بشتم الخلفاء من اجل الإلغاء السياسي والثقافي للشيعة. واليوم أيضاً يقوم أعداء الدين بالسعي للدعاية لتهمة شتم الشيعة للصحابة والخلفاء لإثارة مشاعر بقية المسلمين و يبعدوهم عن أفكار العدل الموجودة لدي الشيعة ويحولوا دون اقتدائهم بمدرسة التشيع. وللأسف يجب القول أنهم نجحوا في هذا العمل. إنهم بالإعتماد على تلك الحربة يملؤون قلوب جميع المسلمين بالحقد ضد الشيعة ليتصدّوا بذلك لانتشار مدرسة أهل البيت(ع) و التحاق المسلمين بتلك المدرسة.

على مرّ التاريخ كان الشيعة تعرضون للقمع ليس بسبب موالاتهم لعلي(ع) بل بسبب شتم الخلفاء. كتب ابن الأثير في أحداث عام 407: تم إبادة الشيعة في جميع بلدان أفريقيا بتهمة شتم أبو بكر و عمر.(1) واليوم أيضاً نشاهد جميعنا موجة قتل الشيعة.

انظر إلى رسالة مؤلمة لأحد علماء شيعة بخارا إلى مرجعية النجف في عام 1328 قمري:

أحيط سماحتكم المباركة حجة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين (متعنا الله بطول بقائه) علماً بما يلي:

...بالتأكيد وصلت أخباري إلى مسامعكم المباركة من أن أهل العامة (آهل السنة) قد أعطوا حكماً بكفرنا و أمروا بقتلنا و نهبنا، لقد قتلوا طائفة من الرجال و النساء والأطفال الصغار، حتى المرأة الحامل قاموا بتمزيق أحشائها أمام الملأ وأخرجوا جنينها ذو الثمانية أشهر وقاموا بتمزيقه إرباً إرباً كما أخذوا بعض الفتيات كجواري. كما نهبوا محلاتنا ومتاجرنا و شتمونا وسط الأزقة والاسواق موجهين الكثير من التهم، وإلى الآن لم يفارقنا البلاء، وليس معروف إلى الآن إلى ماذا سيؤول حالنا، إن السبب فيما حصل لنا هو عدم تقية مصنّفي و مؤلفي و كتّاب المطابع. إننا ننتظر منكم أن تصدروا أمراً بأن يحذفوا اللعن و القذف من الكتب وأن لا يكتبوا بعد ذلك ما يسبب مثل هذه المصائب والإبتلاء.(2)

 

أعداء الشيعة لا يستاؤون من شتم مقدسات أهل السنة!

 

إن أعداء الشيعة ليسوا فقط غير مستائين من الشتم بل إنه تنزل كالماء الزلال على قلوبهم! إنهم يعلمون جيداً أنه من أجل عزل الشيعة و تهميش معارف أهل البيت عليهم السلام وقتل الشيعة، فإن أفضل ذريعة هي الشتائم. لقد كان أهل البيت(ع) بدل شتم مقدسات أهل السنة يجذبونهم إلى ناحيتهم عن طريق سلوكهم اللطيف المترافق بالتسامح و بهذه الطريقة كانوا يعرضون عليهم معارفهم السامية. هناك سؤال بسيط: لو كان الإمام الصادق(ع) من أهل الإساءة لمقدسات أهل السنة فهل كان ليستطيع أن يجذب إلى درسه أربعة آلاف تلميذ سنّي و ينقل إليهم خطابه؟ تلاميذ لم يكونوا يستفيدون فقط من رأيه العلمي بل كان الجميع محبون و منبهرون بأخلاقه السامية و الرفيعة.

فهل نحن شيعة الإمام الصادق(ع) نتصرف مثله أيضاً؟ وهل سلوكنا ينتهي لمصلحة مدرسة أهل البيت(ع) أم لضررها؟

المصادر:

    1 - ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص 295

2 - محمد حسين اميراردوش، نظرة علي موضوع  الوحدة الإسلامية منذ القديم حتي اليوم، ص 544و546

 

 




المستعمل تعليقات