حمولة ...

بنفس الحجم المطالبين به بمواجهة النواصب فإننا موظفون بمواجهة الغلاة و متطرفي الشيعة أيضاً. لا يمكن أن نقول للوهابيين تكفيريين بينما نحن أنفسنا نقوم بتكفير أتباع بقية المذاهب! إن خطاب التكفير سواء باسم السنّة أم باسم الشيعة هو خيانة للدين. فالشخص الذي يعتبر الآخر كافر هو نفسه كافر. ينبغي على الشيعة و تأسياً بأهل البيت(ع) وضع حدّ لمتطرفي الشيعة.

الأستاذ حسن رحيم بور أزغندي

  قال أهل البيت(ع) بإمكانكم فقط القول أن فرقتين كافرتين. غير هاتين الفرقتين ليس لأي مسلم الحق في تكفير مسلم آخر. الفرقة الأولى النواصب الذين يسيئون و يشتمون رسول الله (ص) وأهل البيت(ع) و الأنبياء والثانية الغلاة و المتطرفون الذين باسم الشيعة يرفعون أهل البيت(ع) إلى منزلة الله.

 إذا كان شخص ناصبي فهو مرتد. جميع علماء الإسلام يؤيدون هذا الحكم. من جهة أخرى المغالاة ارتداد أيضاً. فالغلاة والنواصب لديهم مشكلة ليس مع الشيعة والسنة فقط بل مع القرآن والعقل أيضاً. بالطبع معظمهم مستضعفون فكرياً و يجب هدايتهم. فالعدو يستغل جهلهم و يقول إذا أردت أن تنال الجنة فتعال و اقتل بقية المسلمين! إن طريقة عمل التكفيريين تشبه الخوارج و بالطبع لدينا مثلهم في الشيعة أيضاً.

لدينا في الروايات فصل بعنوان «حول الغلات و الرد عليهم».أول من قام بتكفير غلاة الشيعة هم أهل البيت(ع) أنفسهم. يقول الإمام السجاد(ع): لقد قال اليهود في حق عزيز (عزيز ابن الله) و ما قاله المسييحيون في حق المسيح (المسيح ابن الله)، فإذا قال أشخاص هذا بحقنا نحن أهل البيت فلسنا منهم و ليسوا منا.

جاء في عيون أخبار الرضا أن شخص جاء إلى الإمام(ع) وقال أن هناك شائعة انتشرت أنك تقول أن الناس عبيدنا أهل البيت(ع). لكن الإمام الرضا(ع) لم يجب على على ذلك الشخص وبدأ بمناجاة الله. فقال يارب هذه ليست المرة الأولى التي يظلموننا بها و ينسبون مثل تلك الأمور لنا. أقسم بالله أنني لم أسمع مثل هذه الكلمة من آبائي أبداً.

جاء في «اعتقادات» الشيخ الصدوق أن الإمام الرضا(ع) قال: اللهم إنيّ أبرأ إليك من الذين ادّعوا ما ليس لنا بحق، اللهمّ إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا، اللهم لك الخلق والامر، وإياك نعبد وإياك نستعين، اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الاولين وآبائنا الاخرين، اللهم لا تليق الربوبية إلاّ لك، ولا تصلح الاُلوهيّة إلاّ لك، فالعن النصاري الذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك، اللهم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لانفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، اللهم من زعم أننا أرباب فنحن منه براء كبراءة عيسي بن مريم من النصاري، اللهم إنا لم ندعهم الي ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون، واغفر لنا ما يزعمون.

كان الإمام الصادق(ع) يكفّر أبو الخطاب الذي كان من الغلاة و واضعي الحديث. في البداية نسب أبو الخطاب الألوهية للإمام الصادق(ع) ثم نسب لنفس الربوبية! من الغلاة الآخرين الذين تم تكفيرهم من قبل أهل البيت(ع) يمكن الإشارة إلى ابن سنان في زمن الإمام الرضا(ع)، اسحاق البصري في عصر الإمام الهادي(ع)، ابن نصير أو الأشخاص الذين كانوا ينفون الشريعة بحجة الباطن. كذلك تم تكفير متطرفي الشيعة من قبل الإمام الحسن العسكري(ع)، الإمام الجواد(ع)، الإمام الباقر(ع) أيضاً.

كذلك أصدر علي (ع) حكم إعدام المرتد مرة واحدة وذلك لأحد القائلين بألوهية علي. لقد تبرّأ سيدنا علي(ع) منهم و قال لو كنت قد تساهلت معهم لكنت قد خنت الإسلام. لقد أصدر أمير المؤمنين(ع) أمراً بأن يتم اعتقال من ينسب إليهم الغلو والتعامل معهم. بعضهم تم نفيه و البعض الآخر تم جلده.

جاء في بحار الأنوار أن الإمام الصادق(ع) قد قال خافوا على أولادكم من خطر الغلاة و المتطرفين. كذلك جاء في بحار الأنوار و أمالي الشيخ الطوسي أن الإمام الصادق(ع) كان يقول: الغلاة أسوأ خلق الله. فهم يصغّرون الله و يجعلون الإنسان رباً.

يقول الإمام الصادق (ع): اللعنة على من يعتبرنا رسول ولا يقبل بخاتم الرسل. كذلك كان يقول: لعنة الله على من ينسبون علي إلى الربوبية والألوهية. والله إن علي عبد ومطيع لله وافتخاره العبودية. ويل لمن ينسبون الكذب لنا.

يقول الشيخ الصدوق في كتابه الإعتقادات نحن نعتبر الغلاة كافرون. كذلك نقل في أمالي الشيخ الصدوق عن أبو حنيفة أن ظهور الغلو و التطرف قد أدى إلى كتمان أسس التشيع المعتدل.

لنضع حداً لمتطرفي الشيعة

بنفس الحجم المطالبين به بمواجهة النواصب فإننا موظفون بمواجهة الغلاة و متطرفي الشيعة أيضاً. لا يمكن أن نقول للوهابيين تكفيريين بينما نحن أنفسنا نقوم بتكفير أتباع بقية المذاهب! إن خطاب التكفير سواء باسم السنّة أم باسم الشيعة هو خيانة للدين. فالشخص الذي يعتبر الآخر كافر هو نفسه كافر. ينبغي على الشيعة و تأسياً بأهل البيت(ع) وضع حدّ لمتطرفي الشيعة.

يجب التركيز على عدة حدود. الأول حدود الشيعة مع متطرفي الشيعة والآخر حدود الشيعة مع السني والوهابي. بالطبع ليس مقصودنا جميع الوهابيين لأن الكثير من الناس العاديين من الوهابيين ليس لديهم معرفة كافية. يجب وضع حدود مع ذلك الخط الهابي المتآمر الذي أطلقته انكلترا في جزيرة العرب في نفس الوقت الذي أطلقت فيه البهائية في الشيعة.

في الشيعة أيضاً لدينا تكفيريين يكفّرون غير الشيعي و يقول أن صلاتهم و صومهم غير صحيح والجميع في جهنم. الآن هناك قنوات فضائية شيعية تسيء بشكل مستمر لمقدسات أهل السنة. إنهم ليسوا شيعة. لو كانوا شيعة علي(ع) لكان ينبغي عليهم الإقتداء به و لكانوا ملتزمين بالوحدة الإسلامية.

لقد أسسوا مدارس للتشيع يشتم فيها الدارسون الامام الخميني(ره) لأنه طرح موضوع وحدة الشيعة والسنة! يقولون ليس لدينا حكومة إسلامية في زمن الغيبة وعلينا أن نصبر حتى يظهر الإمام(عج) بنفسه!

إن واجبنا في الدفاع عن أهل البيت (ع) ليس بمعنى قتل كل شخص ليس محب لأهل البيت(ع) لنصبح من أهل الجنة! يعني محبة أهل البيت(ع) تساوي قتل كل من ليس محباص لأهل البيت(ع)! تماماً كالتكفيريين في الطرف الآخر حيث يقولون أن قتل شيعي يدخل الجنة. إنّ منشأ كليهما واحد.

لقد استخدم الإمام في حقهم وصف الموالون بلا دين. يعني الأشخاص الذين يتبجحون بمحبة أهل البيت(ع) لكن لا دين لهم! نفس الأشخاص الذين كانوا في عهد الشاه لا يتفوهون بكلمة ضد الشاه باسم «التقية». بينما التقية من اجل حماية دين الله و ليست لحمايتي أنا و أنت. التقية للمجاهدين و ليس للقاعدين. ذلك كان قعود و ليس تقية. نفس رجال الدين الذين كانوا يقولون أثناء حرب إيران والعراق أن كل شخص يقتل في الجبهة ليس شهيد! هذا النوع من رجال الدين كانوا في الماضي واليوم هم أيضا موجودون. إنهم يريدون تربية أشخاص ليس لديهم سوى عدو واحد و ذلك لعدو هو «السُنّي» !

المسجد مكان للوحدة والجماعة. مسجد ضرار اليوم هو المسجد الذي يحرّض على الحرب الدينية، القومية، العرقية أو اللغوية، المسجد الذي يروّج لخطاب تكفير الآخر، مسجد وبدل أن يعترف بالعدو الأساسي يعني أمريكا و اسرائيل يعتبر العدو الأساسي من داخل المسجد.

المحطات الفضائية الكثيرة التي تبث التفرقة معروف من أين تدعم مالياً، إنهم يتحدثون مع بعضهم بطريقة و كأنهم من دينين مختلفين و ليس من دين واحد! لدينا أصدقاء العدو أرحم منهم بمائة مرة! أشخاص و بدل «إصلاح ذات البين» يقومون «بإفساد ذات البين». يمحون المشتركات و يركزون على الإختلافات.

من منظور الشيعة الولاية جزء أصول الدين. لأنهم يعتبرون ذلك استمرار و جزء من النبوة. لكن تلك الولاية التي جاءت في أحاديثنا والتي يصبح عدم الإعتقاد بها كفر ليست بذلك المستوى من الإعتقاد الولائي. إذا كان شخص قائل بإمامة أشخاص تم النهي عن إمامتهم بأمر صريح من الله فهو كافر. يقول العلامة المجلسي أن الإعتقاد بولاية اهل البيت(ع) ليس شرط للمسلم. نعم بالتعريف الولائي فإن شرط المسلم الإعتقاد بولاية أهل البيت(ع).

للولاية طبقات و مستويات مختلفة. إن ما جاء في بعض رواياتنا أن الجميع بعد الرسول(ص) قد أصبحوا مرتدين إلا عدة قليلة ليس بمعنى الكفر والإرتداد الفقهي. بمعنى الكفر والإرتداد عن المستويات العالية للولاية. إذا أخذنا هذا المعنى بعين الإعتبار و جعلنا مستويات الولاية العالية هي المعيار فإن الكثير من الشيعة كفّار لأنهم لم يصلوا إلى تلك المراتب.

 




المستعمل تعليقات