حمولة ...

من الأعمال التي تقوم بها التيارات المتطرفة من الشيعة و السنة خاصة في العقود الأخيرة أنها تسعى خلف موضوع «التسنن» و «التشيع»، بمعنى أنها و للأسف تستخدم «الدعاية الدينية» من أجل تغيير مذهب المسلم!

و الأنكى من ذلك أنهم يقومون بدعوة بعض أولئك الأشخاص بمجرد أنه كانوا من أهل السنة سابقاً و الآن أصبحوا شيعة إلى اجتماعات عامة كما يحلون ضيوفاً على وسائل الإعلام!

إن هذه التصرفات بالإضافة إلى كونها مخالفة لسيرة أهل البيت عليهم السلام فإنها مخالفة أيضاص لروح الوحدة الإسلامية و هي محرّض ديني سيؤدي إلى انعدام الثقة بين الطرفين بالنسبة لبعضهما و تلغي الصدق أيضاً.

يكفي فقط أن يقوم أتباع كل فريق بتصوّر هذا الأمر للحظة و هو أن أحدهم قام بتغيير مذهبه ثم قام بالدعوة إلى مذهبه الجديدة أو الأسوأ من ذلك يقوم بإعلان مناهضته لمذهبه السابق، فهل هذا الأمر يمكن تحمّله من قبلهم؟ إذا لم يكن محتملاً من قبلهم فلماذل يجيزون ذلك لأنفسهم؟ !

إن هذه القاعدة التي هي «الأحقية» ليست دليل على طرد أو إلغاء الآخر و هو أمر واضح، فالشيعة يعتبرون أنفسهم على حق لكن هذا الموضوع لم يتسبب في أن يجيز فقه الشيعة الإساءة لغير الشيعة و كذلك الزواج و الحياة السلمية معهم بكافة جوانبها جائزة بلا مانع.

يجب معرفة أن تغيير المذهب هو حق لكل شخص و لكن بالطبع يجب أن لا يتحول هذا الأمر إلى وسيلة من أجل تحريض بقية المذاهب. عندما نتحدث عن عدم لياقة تغيير مذهب المسلمين فإن هدفنا هو تنفيذ برنامج خاص من أجل تغيير مذهب المسلمين و إلا إذا قام شخص بعناية من الله بالإهتداء إلى جهة ما و اختار طريقا آخر فإنه سيكون محقاً في هذا الأمر طبعاً.

حقيقةً لو كان أكابر أهل السنة و الكثير من تلامذة مدرسة الإمام الصادق عليه السلام يعلمون أنهم على وشك تغيير مذهبهم فهل كانوا سيتحلقون حوله بمنتهى العشق و المحبة تلك؟ ألم يكن الأجدر بوسائل الإعلام التي تتبع مثل هذه الأساليب الجبانة  و بدل استخدامها لهذه المواضيع من أجل تحريض الطرفين أن تقوم بتجنب كل سلوك مثير و محرّض و أن يقتدوا بسيرة رئيس المذهب الجعفري؟

إن الشيء الهام و المقبول هو أساس عمل نظام الجمهورية الإسلامية الإيران الذي كانت و ما زالت تتبعه: «إن إيران لا تسعى لأن تجعل العرب إيرانيين أو لتشييع كافة المسلمين؛ بل إن إيران تسعى للدفاع عن القرآن و سنة الرسول(ص) و أهل البيت(ع) و إحياء الأمة الإسلامية. بالنسبة للثورة الإسلامية فإن مساعدة المجاهدين من أهل السنة في منظمات حماس و الجهاد، و المجاهدين الشيعة في حزب الله و أمل هو واجب شرعي بالمستوى نفسه كما أنها تشعر بتكليف شرعي تجاه ذلك. إن الشعب و الحكومة الإيرانية يعلنان بصوت عال و حاسم أنهما إن شاء الله معتقدان و ملتزمان بثورة الشعوب(و ليس بالإغتيال)، بالوحدة الإسلامية (و ليس بتفوق و صراع المذاهب)، بأخوة المسلمين (و ليس بالتفوق العرقي و القومي)، بالجهاد الإسلامي(و ليس بالعنف ضد الأبرياء) المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية 5/2/2011

 




المستعمل تعليقات