حمولة ...

في الواقع إن الهدف من أسبوع البراءة هو أسبوع جعل بعض أهل السنة دواعش! عندما قال خالطوهم فعلينا أن نعمل بذلك؟

بمناسبة أسبوع الوحدة أجرينا حواراً حول وحدة المسلمين مع سماحة آية الله الحائري الشيرازي. إن كلامه البليغ إلى جانب ذكرياته الجذابة و تمكّنه من الروايات أضفى على هذا الحوار متعة أكبر.

-إننا نقترب من أسبوع الوحدة و أيام 17 ربيع الأول، للأسف فإن البعض يحاولون في القنوات الفضائية ترويج عكس ذلك يعني «أسبوع البراءة!»  و يؤكدون أننا لا نمتلك أية وحدة نحن وأهل السنّة! سماحتك خلال زياراتك الدعوية كم كنت ترى أن هذه الوحدة ضرورية؟

قال الإمام أسبوع الوحدة وهم يفسرونها بالبراءة. كنت قد سافرت إلى أندونيسيا من أجل إمامة الجمعة فأهدوني خاتماً، قسم منه كان ذهباً أبيضاً لذلك لم يكن يناسبني. كان فصّه لونه كحلي من حجر قبر مولوي محمد عمر، قلت من كام ذلك لتصنعوا من حجارة قبره فصّاً؟ قالوا كان عاشق الإمام الخميني. كان شافعياً ولكن انظر! لأن الإمام كان يراعي، لأنه كان يراعي التقية أصبحوا يعشقونه. في نفسأندونيسيا وحتى عام الألفين ونيف كانت كتب الطباطبائي و مطهري تترجم من اللغة الإنكليزية إلى اللغة المحلية. كان الشافعيون يريدون بناء مدرسة باسم الشهيد مطهري.

قالوا لنا «خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية» أولئك الذين يقولون أسبوع البراءة كيف يفسّرون «خالطوهم»؟ اختلطوا بهم ولكن عندما تخالطوهم لا تبدّلوا عقائدكم الداخلية،«بالجوانية و البرانية» كل صفة كانوا يقولونها حول المؤمن هي في حق الشيعة، إن ما يقولونه في دُر المنصور حول أهل البيت جميعه حق. لكنّ أهل السنة كانوا يأتون إليّ و كنت أستضيفهم في الليل، كنت أحضر حلوى و كنت ألقمهم إياها، ما المشكلة في ذلك؟! هذا السيد حسامي الذي كان إمام جمعة في سنندج، عندما كنت أعانقه في أسبوع الوحدة كان صدري يتبلل من دموعه. في الواقع الهدف من أسبوع البراءة أسبوع جعل بعض أهل السنة دواعش! عندما قالوا خالطوهم يجب ن ننفذ ذلك ونعمل به. هل كان الشيعة فقط من يأتون إلى مجلس الإمام الصادق(ع) ويسألونه؟! لا فأهل السنة كانوا يأتون أيضاً، ولكنه كان يحضر في مجالسهم و يشارك فيه ويعاشرهم.

-حبّذا لو تحدثنا عن ضرورة إقامة المجالس الدينية و الأضرار المحتملة التي يمكن أن تظهر.

عندما تصبح الجلسات الدينية سياسية فإن الإختلافات السياسية تدخل في الجلسات الدينية أيضاً. فالشخص ليس معارضاً للدين بل إنه يختلف سياسياً مع ذلك الشخص الذي يقيم المجلس، بدل أن يقول أنا أعارض و تنظيم تلك المراسم بيدك و أنت تقوم بها، ليقل أنا أعارض أصل التنظيم! هذا سيء وهو أسوأ من المعارضة حيث سيخلق العناد.

حاولوا أن لا تدخلوا أهل البيت في هذه القضايا الخلافية، يعني قولوا إننا سنعارض بعضنا في مكان آخر ولكننا لا نتعارض مع بعضنا حول أهل البيت(ع)، كلانا نقبل بأهل البيت فإذا قلت أنت أن أهل البيت الذين تقصدهم أنت لا أقبلهم، فإنه سيقول أيضاً أنني لا أقبل أهل البيت الذين تتحدث عنهم أنت. ماذا ستكون نتيجة ذلك؟ بيتين، فهل يقبل أهل البيت(ع) بهذين البيتين الموزعين بينكما؟

يقول المفضل جئت إلى الإمام الصادق(ع). فقال: والله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلا برئت من أحدهما ولعنته وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما! فقال المفضل: جعلت فداك هذا الظالم فما بال المظلوم؟ فقال أتوقع منه أن يأتي إلى ذلك الشخص الذي يعتبره ظالماً ويقول له «يا أخي أنا الظالم حتى ينقطع الهجران فيما بينهما». قال الصادق(ع): عندما تهجرون بعضكم فإنكم تهجروني، الشرط في أن لا تهجروني هو أن لا تهجروا بعضكم، هذا حساب.

إنكم تتصلون بإمام الجماعة عن طريق مأموم فإذا انقطع اتصالكم بهذا المأموم فهل سينقطع اتصالكم بإمام الجماعة؟ إنكم غير متصلين بإمام الجماعة بشكل مباشر بل أنتم متصلين به عن طريق تلك الصفوف فإذا انقطع اتصالكم بتلك الصفوف فهل سينقطع اتصالكم به؟ عندما تقولون للطرف الآخر «يا أخي أنا الظالم» تقول إن إمامي قد أمر بذلك وأنا أقوله، نتيجة ذلك أن قلوبكم ستتصافى فيما بينها. بعد فترة سيأتي إليك و يقول أنت قلت لي أنني أنا الظالم، لقد فكرت في كلامك و وجدت أنني أنا المذنب، لماذا؟ لأنه عندما ينقطع الهجر فإنه يخرج من العناد و يزول ذلك الغبار الذي يمنع الرؤية أمامه، في الأجواء الملبّدة تطن نفسك أنك ظالم، لكن الأجواء قد انقشعت الآن، فإنه سيعرفك و سيأتي إليك ليقول لك كنت أنا المذنب. لكن لو لم تقل أنك أنت الظالم فهل كان هذا الضباب سينقشع؟ لا.

قال الإمام الحسن المجتبى(ع) لمعاوية: نحن نصالح، وفعل ذلك. انقشعت الأجواء الملبّدة. كان المعاندون يقولون أن أهل البيت(ع) يسعون إلى السلطة...لكن هاهي الغيوم قد انقشعت، عندما زال الضباب وانقشع ولم يتقيد معاوية بشروط الصلح اتضح أن طريق معاوية غير صحيح. لكن في عناد زهير الذي كان أموياً قبل صلح الإمام الحسن(ع)، ثم أصبح علوياً بعد ذلك ودخل في أصحاب الإمام الحسين(ع). في الحقيقة لقد عبّد الإمام الحسن(ع) طريق مواجهة الإمام الحسين(ع) بصلحه.

هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون و يقولون نحن نعارض الهيئات هم غير معارضين للهيئات، ليسوا معارضين لأئمتنا، أنت تقول الأئمة يعني أنا، هذا يعارض هذا.

«لا تقم بعمل تجعل الطرف الآخر يعاند فتجعل الشخص الذي يعاديك يعادي الإمام الحسين(ع)، إذا قمت بهذا الشيء فإنك حاربت الإمام الحسين(ع)». مثل أن يكون لديك اختلاف مع شخص وتجعله ضد القيادة، ماهي هذه الإختلافات والأخلاق؟ كان السيد مدني في اجتماع أئمة الجمعة يبكي بحرقة و كان يقول: لا تستهدفوا الإمام بحرابكم. لقد تعارك شخص مع شخص آخر فبدأ يفتش عن شيء يرميه به، لم يكن في متناول يده شيء غير القرآن، فرماه بالقرآن، هل هذا صحيح؟ أن يرمي القرآن فإنهم سيرمونه بأهل البيت(ع)، هذا لا يصح لأنهم ليسوا سبب اختلافك بل هم سبب اجتماعك. إن أكبر سياسة في الهيئات هو أن يصبح الأشخاص في الهيئات متيقظين و حكيمين، أن يختاروا أنفسهم. لا تعطي الناس السمك بل اصنع لهم صنارة و طعم وعلّمهم كيف يصطادون السمك. لا تجب أنت على الشبهات، ضع المباني بين أيديهم و دعهم هم بأنفسهم يجيبوا عليها.

يقول الإمام علي عليه السلام: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة اشياء فهو خليق بأن لاينزل به مكروهٌ أبداً قيل: وما هنّ يا أميرالمؤمنين! قال: العجلة واللجاجة والعُجب والتّواني.(1)

فل من منع نفسه عن هذه الأشيء الأربعة سواء كان فرداً أم مجموعة، عمال أو رؤساء المجتمع، فإنه لن ينزل به مكروه أبداً:

الأول عدم العجلة، نتحدث دون مطالعة، نتحدث دون أن نحسب كلامنا، نتحدث قبل أن نتمكّن، نتحدث كلاماً غير محسوب وفي غير محله.ماذا يحصل لمن يقطف الثمار غير ناضجة؟ إن من يقطف الثمار غير ناضجة كأنه زرعها في أرض الآخر.

ثانياً، العناد. الطرف الآخر قال شيء وأنت قلت شيئاً آخر، هذا يؤدي إلى العناد. نحن الشيرازيون نقول أن الزوج صنع طعاماً هو أقراص الكفتة، عدّها سبعة و وضعها داخل القدر، كانت العروس جائعة فأكلت واحدة. عندما عاد الزوج وجد أن واحدة ناقصة، فقال لقد عددتها وكانت 7 لكن بقي منها 6؟! قالت العروس أنا أكلتها، فقال أنا متّ! استلقى ولم يكن يتنفس. جاء الناس وقالوا أحضروا تابوتاً، فقالت زوجته لقد ذهبوا ليحضروا التابوت لا تعاند! قال الرجل عددتها 7 والآن هي 6، قالت أنا أكلته فقال وأنا مت!. أخذوه إلى غسّال الموتى وعندما وضعوه على حجر المغسلة قال كانت 7 والآن6، قالت أنا أكلتها قال أنا متّ. هذا عناد.

لندع ذلك، هذا معناه أن الإنسان سيفهم أنني أنا المذنب، العُجب لا يسمح بذلك، يعني العجلة تؤدي إلى العناد و في النهاية العناد يوصل إلى العجب. إذا انتبه المرء في هذه المرحلة «العناد» و فهم أنه تقصيره و أراد تلافي ذلك فإنه سيسقط في التواني. يضرب يداً بيد، اليوم و غداً سأفعل فتضيع عليه جميع الفرص.
 

 




المستعمل تعليقات