حمولة ...

شاب عمره سبعة عشر عام من قرية نائية في مدينة نائية في محافظة فارس استطاع بصفحته ذات اللغات الثلاثة علي الإنستغرام بموضوع الوحدة أن يحصل علي آلاف المتابعين.

«علي حيدري» شاب يافع عمره سبعة عشر عام من قرية نائية في مدينة نائية في محافظة فارس؛ قرية نوآباد التابعة لمدينة كله‌دار.

إنه يدرس في مرحلة ما قبل الجامعة حيث استطاع بإمكانياته القليلة أن يتحول إلي واحد من الناشطين الدوليين في موضوع الوحدة الإسلامية كما قام بجذب متابعين من دول عديدة ليقوم بما تعجز أكبر المنظمات بميزانية تبلغ المليارات عن القيام به.

تعتبر صفحته ذات اللغات الثلاثة علي إنستغرام (muslims_are_united)من أكثر الصفحات متابعة حيث تتناول موضوع الوحدة الإسلامية؛ هذا الشاب المفعم بالحماس لديه الكثير من الكلام الذي سنتابعه فيما يلي:

 

بداية من الوحدة

يقول: قريتنا يقطنها الشيعة بشكل كامل، لكن في مدينة كله‌دار يعيش الشيعة والسنة سوية مع بعضهم؛ قريتنا لم يكن فيها مدرسة إعدادية و كنت أذهب إلي مدينة كله دار من أجل الدراسة. هناك كان الشيعة والسنة يدرسون مع بعضهم. كان لدي العديد من الأصدقاء من أهل السنة. بعد تشكل داعش و مهاجمتها لسورية والعراق رأيت أن الحربة الأساسية التي ابتلي بها المسلمون هي الخلافات و التفرقة كما أن وسائل الإعلام قدّمت تلك الحروب علي أنها حرب بين الشيعة والسنة. من جهة كنت أشعر أن الشيعة و السنة لو لم يكونوا متحدين في إيران فإن تلك المشكلة التي حاقت بالعراق و سورية ستحل بنا أيضاٌ. كما أن اسرائيل التي تعتبر العدو الأساسي للشيعة والسنة ستصطاد في الماء العكر فهي تحتل قبلة المسلمين الأولي وكل يوم تقوم بقتل مسلمين أكثر. وأضاف حيدري: بالطبع أنا كنت أعلم أن الشيعة والسنة لديهم خلافات فيما بينهم لكن لا فرق بالنسبة للإستكبار العالمي إن كنا شيعة أم سنة! فالإستكبار يسعي للقضاء علي الاسلام كله. كنت أشاهد السنة و الشيعة في مدينة كله دار يعيشون قرب بعضهم بمنتهي الراحة، يتزوجون من بعضهم و يتزاورون. و في المدرسة كنا ندرس بجانب بعضنا شيعة و سنّة. فقلت لنفسي لماذا لا نستطيع أن نري الآخرين هذه الثقافة ففي الوقت الذي نحافظ فيه علي عقائدنا فإننا نعيش إلي جانب بعضنا حياة سلمية. مضي ما يقارب العام علي ذلك بعدها اتخذت قراراً في أن أقوم بعمل ثقافي علي الإنستغرام موضوعه الوحدة.

أريد أن أصبح شريكاً في ثواب الصفحة!

وحول بدايته في العمل قال: في بداية العمل كنت آخذ المواضيع من المواقع الإلكترونية المختلفة. ونظزاً إلي أن العالم الإفتراضي لم يعمل كثيراً علي موضوع الوحدة فإن 90 بالمائة من مطالبي كنت آخذها من موقع الأخوّة (أخوت). تعرفت في العالم الإفتراضي علي شخصين. أحدهم مترجم عربي يعيش في إيران و شخص آخر متمكن من اللغة الإنكليزية حيث أن كلا الصديقين و نظراً للهواجس التي كانت لديهما قاما بعمل الترجمة بشكل مجاني. قال لي صديقي المترجم العربي أن أنسق معه قبل إرسال نصوص الترجمة بوقت قصير لكي أخصص وقتاً أكبر للترجمة و أكون شريكاً معك في ثواب هذه الصفحة وبالطبع يكون مشغولاٌ في بعض الأحيان عندها كنت أنا أقوم بالترجمة لكن بمنتهي المشقة والعناء.

 

صفحة وجمهور عالمي

وأضاف حيدري: إن لصفحة الإنستغرام جمهور من غير بلدي من دول البحرين، العراق، الكويت، السعودية، أذربايجان، أمريكا و غيرها؛ إذا تأملت الصفحة تري أنهم علّقوا علي المواضيع بلغات مختلفة. إن المتابعين العرب لديهم بشكل أكبر انطباع جيد عن الصفحة  و بالطبع هناك البعض ممن يتخذون مواقف متعصبة.

إطلاق صفحة الإنستغرام ضاعفت من صداقتي مع أهل السنة

وحول الآثار الأخري لتلك الصفحة قال: في بداية إطلاق الصفحة لم يكن أحد يعلم أنني أنا من يدير الصفحة، قمت بمتابعة أحد أصدقائي السنة و هو قام بمتابعتي أيضاٌ بينما لم يكن يعلم أن تلك الصفحة لي. كما أنني لم أكن أريد أن يعرف أحد من أصدقائي سواء الشيعة منهم أم السنة بهذا الموضوع. لأنني كنت أريد أن أعرف حقيقة ما هي ردة فعلهم حول موضوع الوحدة! ذات مرة وعن طريق الصدفة وضعت منشوراً علي الصفحة وكنت أنا موجود في صورة ذلك المنشور و أول شخص قام بالإعجاب بذلك المنشور هو أحد أصدقائي السنة، غداة ذلك اليوم ذهبت إلي المدرسة فقال صديقي: هل هذه الصفحة لك؟ لم يكن أمامي خيار سوي أن أخبره الحقيقة و بعد ذلك تعززت صداقتنا كثيراً.

أنا شيعي و أخي سنّي

وأضاف حيدري: في البداية لم يكن الترحيب بالعمل كبيراٌ وأنا كنت لا أزال غير ملم بعالم الإنستغرام لكن تحسن الوضع مع مروئر الوقت. بالطبع كان هدفنا إيجاد حركة قوية. أريد أن أقول أنه لو كنا نعمل علي أرض الواقع بهذه الشعارات التي نطلقها في العالم الإفتراضي لكنا وصلنا حينها إلي هدفنا. لقد قمنا بعمل في مدرستنا حيث التقطنا صورة نحن الشيعة والسنة مع بعضنا و نحمل عبارة «أنا شيعي و أخي سني» و نشرناها في العالم الإفتراضي. إنشاءلله إذا ساعدنا اله فسنقوم بعمل مماثل في بقية المدارس.

 

ترجمة: د.كامل سماعيل

 




المستعمل تعليقات