حمولة ...

لما نزل الامام الحسين *ع* بكربلاء أمر أصحابه أن يملئوا أوعيتهم ماء, و لما جاء جيش *الحر بن يزيد الرياحي* كان جميع أفراده عطشى و كذلك خيولهم فما كان من الحسين*ع* الا أن سقى تلك الخيول و هو يعلم أنها خيول جيش يزيد. كم هو مهم هذا الأمر: الامام الحسين*ع* يخزن ماء من أجل خيل جيش بني أمية. لا أدري ان كان هذا صحيحا فما معنى أن فلسطين ليست مسلمة؟ ليست شيعية؟ فلتكن غير شيعية.

النص الوارد في الأسفل هو عبارة عن ملخص لحلقة من سلسلة  *دروس من القرآن* لحجة الاسلام *قرائتي*. تطرق سماحته في هذه الحلقة الى موضوع *الغيرة الدينية*.

المستضعف مستضعف  سواء كان مسلما  أم لم يكن

موضوع بحثنا هو الدفاع عن المستضعفين سواء في الداخل أو في الخارج. جاء في القرآن الكريم:" و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرجال"-النساء75-."ما لكم" فيها انتقاد و توبيخ, لماذا لا تتحركون ؟ "و ما لكم لا تقاتلون" لماذا لا تثورون من أجل رفع الظلم عن المسستضعفين ؟ لماذا أنتم قاعدون و لا تخلصون المستضعفين من عذاباتهم؟ أين هي غيرتكم ؟ الله يخاطب بهذه الآية عديمي الغيرة من العرب و كذلك من الفرس.

توجد عدة آيات في القرآن الكريم تتحدث حوا الغيرة الدينية, لقد دونت بعض منها حتى أقرأها على مسامعكم, أولا مواجهة استحلال الحرمات و انتهاك المقدسات, و ثانيا التكليف بالدفاع عن مستضعفي العالم.

"و ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان", لم يقل المستضعفين المسلمين, لم يقل: لماذا لا تتحركون من أجل المستضعفين المسلمين؟ المستضعف هو الشخص الضعيف, تجب مساعدته حتى و لو لم يكن مسلما. أنا لا أفهم كيف يفكر البعض, للأسف طريقة تفكير بعض المتدينين و رواد المساجد غريبة, يقولون: غزة سنية, غزة ناصبية, ليس في فلسطين شيعة.

هذا كذب, يوجد في غزة مساجد كثيرة تحمل أسماء *الزهراء-ع-* و *الحسن-ع-* و *الحسين-ع-*

عجيب قولكم " انهم نواصب", فلنفرض لا قدر الله أنه يوجد هناك أربعة نواصب في غزة, النواصب ليسوا أسوأ من معاوية بن أبي سفيان, النواصب يسبون علي-ع-.

في حرب –صفين- جاؤوا لفصل رأس أمير المؤمنين-ع- عن جسده المبارك بالسيف, جاؤوا ليقتلوا عليا-ع-,لكن عليا-ع- أمر بعدم حرمانهم من الماء. قال الجنود:" الماء بأيدينا أ نمنعهم منه؟" ’ فرد علي-ع-:" لا, أتركوهم يستفيدون من الماء".

هؤلاء نواصب؟ فلنفرض ذلك, لكن هذا معاوية, جاء الى صفين ليقتلك, قال :"جاء ليقتلني؟ نعم هو قاتلي لكنني لا أتركه عطشانا". لدينا نحن أنفسنا من هؤلاء الشيعة الأغبياء الذين يقولون:"لماذا نساعد فلسطين؟" يجب أن نأخذ الاثنين بعين الاعتبار, توجد آية في القرآن الكريم تدعو الى اعطاء الزكاة للفقراء الداخليين و الفقراء الخارجيين. ما هي آية الفقراء الداخليين ؟ "انما الصدقات للفقراء و المساكين"-التوبة60- الفقراء و المساكين هنا داخليون. من هم الفقراء الخارجيون؟ "و المؤلفة قلوبهم"-التوبة60-,هذه آية من القرآن تعني أن نعطي جزءا من الزكاة للكفار حتى نستميل بذلك قلوبهم و نستدر محبتهم, يجب الاهتمام بالداخل و بالخارج.

السيدة الزهراء-ع- أعطت طعام افطارها لأسير غير مسلم

ثالثا, مساعدة أولياء الله للمحتاجين غير المسلمين. في تلك الليلة التي كان أمير المؤمنين –ع- و السيدة الزهراء-ع- يستعدان لتناول طعام الافطار بعد صومهما نذرا لشفاء الحسنين-ع-,طرق بابهما يتيم و مسكين و كذلك أسير, لم يكن الأسير هذا مسلما. الأسير جاء الى الحرب حتى يقتلنا لكنه لم يستطع ذلك فأمسكوه و أتوا به أسيرا. انه قاتلي لكن علي-ع- يقول " أعطوه خبز الامام الحسين-ع-".

أكرر مرة ثانية:" و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا "-الانسان8-, مسكين, يتيم, أسير.

المسكين و اليتيم كانا مسلمين أما الأسير ففي الأصل كان محاربا للمسلمين و جاء لكي يقتلنا لكنه لم يستطع فعل ذلك فصار أسيرا. اذن, لو دق باب بيتك أسير فخذ خبز علي-ع- و الزهراء-ع- و الحسين-ع- و أعطه اياه و هو الذي كان محاربا لك في السابق. كم هي بعيدة رؤيتنا للأمور عن رؤية الاسلام لها.

جماعة من بني أمية أتت الى كربلاء و قتلت الامام الحسين-ع- ,نفس جيش يزيد ذهب للمرابطة على حدود دار الاسلام, فيدعو لهم الامام زين العابدين-ع- و لا يقول : هؤلاء قتلة أبي.

انهم بني أمية , لكنهم الآن مرابطون على الثغور, و في زمان المرابطة على  الثغور علينا أن ندعو للمرابطين و لو كانوا بني أمية.

في القرآن سؤال: "بأي ذنب قتلت؟"-التكوير9-  ماذا كان ذنب هذه الطفلة؟ تلك الطفلة التي دفنت و هي حية لم تكن مسلمة, كان أبوها مشركا و هي كذلك, لكنها ظلمت. عندما تدفن طفلة و هي حية  فانها قد تعرضت للظلم, يجب علينا أن ندافع عن المظلوم و لو كان مشركا.

تحالف الرسول الأكرم-ص- مع المشركين ضد الظلم

من أجل مساعدة المظلومين تحالف النبي-ص- مع المشركين ضد الظلم و الظالمين, لقد سجل التاريخ شيئا يسمى *حلف الفضول*. "حلف" تدل القسم, "فضول" تدل على تعدد المتحالفين. اجتمع عدة أشخاص من المشركين و معهم الرسول الأكرم-ص- و أقسموا أن ينصروا كل مظلوم وقع عليه ظلم في مكة و أن يقوموا في وجه ظالمه. كم هو قيم الدفاع عن المظلوم لدرجة أن يتحالف النبي-ص- مع المشركين من أجله.

خامسا,السؤال و الحاجة شرطا مساعدة الآخرين. أصلا لمدخلية لشرط الاسلام في البين في بعض الأحيان. أنتم تقرأون القرآن:"و أما السائل فلا تنهر"  يعني لا ترد من يسأل.

لم يقل:"و أما السائل المؤمن" .دائما عندما أذهب لزيارة الامام الرضا-ع- أقرأ هذه الآية و أقول:"الله عز و جل لم يقل أعط المؤمنين لكنه قال و أما السائل فلا تنهر, أنا سائل أيضا".

لا يجب أن يكون نظرنا ضيقا بخصوص مسألة المساعدة, تجب مساعدة المظلومين بالدعء,بالمال,بالروح,بالدم,بالفكر,بكل ما نقدر عليه,"و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة"-أنفال60-."ما استطعتم" تعني أي شيء في وسعكم فعله.

يجب أن تكون قلوبنا معهم, القرآن يقول أن الأعمى و الأعرج و أولئك الذين لا يقدرون على القتال في سبيل الله و المستضعفين مطالبون بأن يجعلوا قلوبهم و مشاعرهم مع المجاهدين "اذا نصحوا لله و رسوله"-التوبة91-,"نصحوا" يعني يحبون لهم الخير.

حماية المستضعفين تحتاج الى القوة

من هذه الآية يفهم أن المسلمين يجب أن يحصلوا القدرة, لأن الانسان اذا كان قادرا وجبت عليه حماية المستضعفين, اذن يوجد في هذه الآية "و ما لكم لا تقاتلون "نكتتان :

احداهما هي: يجب أن تكونوا ذوي غيرة ,و الثانية هي: يجب أن تكونوا ذوي قدرة, الغيرة و القدرة. كونوا ذوي غيرة, كيف يظلم المستضعفون من حولكم و لا تبالون بحالهم؟ هذه من أجل الغيرة.

أما القدرة فواضح من أمر الله عز و جل بمساعدة المظلومين أن تحصيل القدرة على تنفيذ ذلك واجب أيضا فالعاجز لا يمكنه أن يساعد أحدا. الغيرة و القدرة.

في الأدعية التي نقرأها في شهر رمضان لا نجد تمييزا بين السنة و الشيعة, "اللهم  أغن كل فقير, اللهم أشبع كل جائع, اللهم اكس كل عريان, اللهم فرج عن كل مكروب",لفظ -كل- لا يختص بالشيعة أو السنة بل هو أعم من كليهما,علينا في الدعاء أن ندعو لملايين الناس بل للمليارات.

يروى أن الامام الصادق-ع- رأى في الصحراء رجلا يلوح بيده فقال لأصحابه."اذهبوا و انظروا ماذا يريد؟".ذهب الأصحاب و رجعوا فسألهم:"ما مشكلته؟",فقالوا :"عطشان". فسألهم الامام الصادق-ع-:" هل سقيتموه ماء؟؟" فأجابوه بلا, فاستفهم منه عن سبب ذلك فتحججوا بأن الرجل كان يهوديا.

فقال الصادق-ع-:" فليكن يهوديا,لا يحق أن تتركوا يهوديا و هو عطشان ,يجب أن تسقوه ماء".

 

لما نزل الامام الحسين *ع* بكربلاء أمر أصحابه أن يملئوا أوعيتهم ماء, و لما جاء جيش *الحر بن يزيد الرياحي* كان جميع أفراده عطشى و كذلك خيولهم فما كان من الحسين*ع* الا أن سقى تلك الخيول و هو يعلم أنها خيول جيش يزيد.

كم هو مهم هذا الأمر: الامام الحسين*ع* يخزن ماء من أجل خيل جيش بني أمية. لا أدري ان كان هذا صحيحا فما معنى أن فلسطين ليست مسلمة؟ ليست شيعية؟ فلتكن غير شيعية.




المستعمل تعليقات