حمولة ...

إن إنتاج مثل هذا العمل من قبل فنان إيراني هو أمر مهم للغاية. فالصراعات الإقليمية التي خطط لها الغرب بدقة قد أدت إلي الإختلافات الدينية بين الشيعة والسنّة و كل يوم يمرّ تزداد الهوّة بين المجتمعات الشيعية والسنّية. إن إنتاج مثل هذا العمل في الدفاع عن الرسول الأعظم باعتباره أهم محاور الوحدة بين الشيعة والسنة و ذلك في مثل تلك الظروف له أهمية بالغة؛ خاصة أن بعض أهل السنّة يتّهمون الشيعة بعدم الإهتمام بالرسول.

سيد روح الله رضوي

إن تجربة إنتاج أفلام و مسلسلات دينية (سواء تلك التي لها بعد إسلامي مثل الأفلام حول الرسل أو تلك التي لها بُعد مذهبي مثل المسلسلات و الأفلام المتعلقة بالأئمة) قد أظهر أن مراعاة بعض الحدود الدنيا التقنية فقط في إنتاج تلك الأعمال يتبعه نجاح كبير لهذه الأعمال علي الصعيد العالمي. مثال علي ذلك نجاح فيلم مريم المقدسة و مسلسل يوسف الصدّيق في الدول الإسلامية و نجاح مسلسل المختار في دولة مثل العراق ذات الغالبية الشيعية. في الحقيقة الشيء الذي أدي إلي نجاح تلك الأعمال ليس الجانب الفني بل خلوّ مجال السينما من إنتاج مثل هذه الأعمال ذات المواضيع الدينية أو النهج الإسلامي. بحسب تلك النظرة فإن نجاح فيلم محمد رسول الله صلي الله عليه وآله في المجال الدولي هو أمر قابل للتوقع علي الرغم من أن الكثير من الإنتقادات الفنية والتي ركزت علي المضمون الموجود في هذا الفيلم منطبقة علي الواقع. لكن الشيء الذي يجب أن يأخذه بعين الإعتبار منتقدي آخر عمل لمجيد مجيدي هو الجانب العالمي لإنتاج مثل هذا العمل الأمر الذي يؤدي إلي الإهتمام بقضايا أخري غير القضايا السينمائية في تقييم هذا الفيلم.

لقد ازدادت الإساءات إلي الساحة المقدسة للرسول الأعظم صلي الله عليه و آله من قبل الغربيين في الأعوام الأخيرة حيث أن العديد من تلك الإساءات لم تكن لتصل إلي أسماعنا أبداً. إساءات علي الرغم من أن البعض كان يقوم بها في إطار عمل فني إلا أنها كانت تستحوذ علي دعم الجهاز السياسي والثقافي للغرب. كما أن جواب العالم الإسلامي علي تلك الإساءات كان جميعه منحصر في الوقفات الإحتجاجية و البيانات. يعتبر فيلم محمد رسول الله(ص) أول جواب إيجابي و بالطبع من نوع تلك الإساءات علي الرغم من أنه في المجتمع الإسلامي يستطيع غير المسلمين أن يكونوا مؤثرين لكن أهم نتيجة له إعادة الإعتبار لأكثر من مليار مسلم في كافة أنحاء العالم الذين أصبحت مقدساتهم ضحية للإمبريالية الغربية المعادية للدين. هذا الأمر قد أدي إلي ازدياد الإهتمام بهذا الفيلم من قبل مسلمي العالم.

من جهة أخري إن إنتاج مثل هذا العمل من قبل فنان إيراني هو أمر مهم للغاية. فالصراعات الإقليمية التي خطط لها الغرب بدقة قد أدت إلي الإختلافات الدينية بين الشيعة والسنّة و كل يوم يمرّ تزداد الهوّة بين المجتمعات الشيعية والسنّية. إن إنتاج مثل هذا العمل في الدفاع عن الرسول الأعظم باعتباره أهم محاور الوحدة بين الشيعة والسنة و ذلك في مثل تلك الظروف له أهمية بالغة؛ خاصة أن بعض أهل السنّة يتّهمون الشيعة بعدم الإهتمام بالرسول.

في مثل هذه الظروف فإن مجموعة تسعي لتحريض مشاعر أهل السنة في العالم ضد هذا الفيلم. النقطة المثيرة للإهتمام هنا هي أن معظم هؤلاء الأشخاص المنتقدين للفيلم لم يشاهدوا الفيلم بأنفسهم بل اتخذوا موقفاً من الفيلم بناءاً علي الشائعات و الإشاعات و بعض الوكالات غير الرسمية التي انتشرت عن الفيلم. مثلاض التهمة بتصوير وجه الرسول أو تهمة الرواية الشيعية لحياة الرسول أو التهمة بالضحكة المسيئة للرسول في هذا الفيلم كلها من تلك الأمثلة التي تم دحضها بمجرد إزاحة الستار عن الفيلم في جميع أنحاء العالم. يجب أن لا ننسي أن مثل ردات الفعل القليلة هذه والتي صدرت بشكل أكبر عن وسائل الإعلام المعادية لإيران و قبل أن تكون موجودة تجاه الأعمال المشابهة كما أثبتت التجربة أمثلة تلك الأعمال فإن مثل هذه الدعايات المغرضة قد أدت في النهاية إلي زيادة مشاهدة الفيلم في العالم.

إن هذا الفيلم ببركة اسم الرسول الأعظم(ص) هو عمل عيني في تقريب قلوب المسلمين الذين لم يروا من بعضهم خلال تلك السنوات سوي الحرب وإراقة الدماء و الكراهية والحقد كما أنني آمل واثقاً بأن هذا الفيلم سيتمكن من أن يكون بلسماً شافياً لجراح الأمة الإسلامية.

 

ترجمة: د.كامل اسماعيل




المستعمل تعليقات