حمولة ...

أن يذهب إلي دولة أفريقية مليئة بالفقراء وبدل التفكير بإنقاذ أولئك المسلمين فإنه يسعي وراء أعماله الطائفية أو أنه يذهب إلي ذلك البلد التي تضم مئات ملايين المسلمين و يصبح رفيقاً و يتعاون فقط مع الأقلية الشيعية في ذلك البلد، فهو لم يأخذ معه رائحة من الأهداف العالمية لهذه الثورة وفي الحقيقة يعمل علي تضييق هذا الفكر النوراني!

تحدث سماحة قائد الثورة قبل فترة أمام جمع من أعضاء مجلس خبراء القيادة فقال: «إن أهمية هذه الثورة والسبب في أنها أحدثت زلزالاً في العالم لم يكن بسبب إسقاطها حكومة ما؛ بل السبب في ذلك أنها قدمت منظومة فكرية جديدة للعالم واليوم نري أن هذه المنظومة الفكرية في حال التطور في أكناف العالم.»

من بين الأضرار المعقدة للثورة التي لا ينتبه لها الكثيرون سواء في الداخل أو في الخارج هي حصر «الثورة الإسلامية» بأنها كانت ومازالت عبارة عن تحول سياسي وتغيير حكومة!

ما أكثر الأشخاص الذين بتمثيل عن هذه الثورة و بوضعهم الجفية علي العنق و ظناً منهم أنهم يقومون بنشر الثورة الإسلامية في العالم-بالخطأ- همهم الوحيد هو نشر التشيّع سواء في الداخل أم في الخارج! وما آكثر الأشخاص الذين وبدل أن تكون لديهم هواجس عزة الإسلام و قوة المسلمين فإنهم يتابعون هواجسهم الدينية و يغرقون في جهلهم المركب هذا ولا يعلمون أن الإمام لم يقصد هذا ولم يكن هدفه الأول والأخير تغيير مذهب المسلمين!

أن يذهب إلي دولة أفريقية مليئة بالفقراء وبدل التفكير بإنقاذ أولئك المسلمين فإنه يسعي وراء أعماله الطائفية أو أنه يذهب إلي ذلك البلد التي تضم مئات ملايين المسلمين و يصبح رفيقاً و يتعاون فقط مع الأقلية الشيعية في ذلك البلد، فهو لم يأخذ معه رائحة من الأهداف العالمية لهذه الثورة وفي الحقيقة يعمل علي تضييق هذا الفكر النوراني!

أن يعتقد أن أهم حاجة اليوم لباكستان تربية طلاب يستطيعون المناظرة بشكل جيد و أن يجيبوا علي شبهات الوهابية بشكل جيد وبدلاً من الحرص علي الوحدة الوطنية والنمو العلمي والإقتصادي لهذا البلد الكبير بعدد سكانه الكبير نراه يحاول إثارة الخلافات، فهو لم يحمل معه أثراً من الإسلام المحمدي الأصيل و السيرة العلوية!

بعبارة أخري يمكن القول أنه في الوقت الذي وقعت فيه ثورة اسلامية في إيران لم تقع أيضاً ثورة فكرية مواكبة لمدرسة جديدة قدّمها الإمام للعالم و من هنا بقيت «نظرية الاسلام الأصيل» بعنوان «أصح قراءة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام» في الغربة!

هم الجاهلون وبدل أن يقدموا فكر الثورة الذي يمكن تطبيقه في جميع أنحاء العالم أرادوا أن يستنسخوا صورة طبق الأصل عن الأعمال والعمليات داخل إيران في الدول الأخري ومن هذه الأرضية شوهوا صورة تصدير الثورة! هؤلاء الأشخاص هم الذين وبدل تقديم الجوانب الفكرية للإمام قدموه علي أنه قائد سياسي وهذا ما حصل بحيث نادراً ما يطرح اسمه إلي جانب بقية المفكرين المستنيرين في العالم الإسلامي!

بدون المعرفة الدقيقة لجوانب فكر الإمام الذي هو تقرير منسي عن التعاليم الدينية الأصيلة لا يمكن أن نكون حاملين جيدين لرسالة هذه الثورة و عندها بدل أن نقوم بجذب القلوب سنقوم بتوليد الحساسية و زيادة الكراهية و تطور الصراعات العقائدية.

 




المستعمل تعليقات